في تطور مقلق بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد، قال علماء من جنوب إفريقيا إنهم اكتشفوا متحوراً جديداً لفيروس كورونا يضم عدداً من الطفرات المقلقة، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، الاثنين 30 أغسطس/آب 2021.
قال العلماء في ورقة بحثية إنهم تعرفوا على هذا المتحور الذي يدعونه C.1.2. أولاً في مايو/أيار في مقاطعتي مبومالانغا وخاوتينغ بجنوب إفريقيا، حيث تقع جوهانسبرغ والعاصمة بريتوريا.
انتشار المتحور في أكثر من قارة
بحلول 13 أغسطس/آب، عُثر على هذا المتحور في ست مقاطعات من أصل تسع مقاطعات في جنوب إفريقيا وأيضاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموريشيوس والبرتغال ونيوزيلندا وسويسرا.
قال العلماء إن هذه الطفرات في الفيروس "مرتبطة بزيادة قابلية الانتقال" وزيادة القدرة على مراوغة الأجسام المضادة، وقالوا: "من المهم تسليط الضوء على هذه السلالة بالنظر إلى مجموعة الطفرات المرتبطة بها".
هذه التغيرات في الفيروس كانت وراء موجات متتالية من فيروس كورونا، حيث أدى متحور دلتا، الذي اكتشف في الهند، إلى ارتفاع معدلات الإصابة على مستوى أنحاء العالم.
تصنف منظمة الصحة العالمية هذه الطفرات في البداية على أنها متحورات موضع اهتمام. وحالما يثبت أنها أشد خطراً أو قابلية للانتقال، تُصنف بأنها متحورات مثيرة للقلق.
تطور متحور C.1.2. عن C.1.، سلالة الفيروس التي هيمنت على الإصابات في الموجة الأولى من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا منتصف عام 2020. وهو يحوي بين 44 و59 طفرة من الفيروس الأصلي الذي اكتشف في ووهان في الصين.
ينتشر بشكل أكبر في جنوب إفريقيا
نشر البحثَ عددٌ من الهيئات الجنوب إفريقية مثل KwaZulu-Natal Research Innovation and Sequence Platform، المعروفة باسم Krisp، والمعهد الوطني للأمراض المعدية.
في مايو/أيار، شكل هذا المتحور 0.2% من الجينوم المتسلسل في البلاد. وارتفعت هذه النسبة إلى 1.6% في يونيو/حزيران وإلى 2% في يوليو/تموز.
قال العلماء: "نقيم في الوقت الحالي تأثير هذا المتحور على إبطال عمل الأجسام المضادة" في أفراد تلقوا التطعيم وأفراد لم يتلقوه.
كما أضاف توليو دي أوليفيرا، مدير Krisp، في مؤتمر عن علم المناعة يوم الإثنين 30 أغسطس/آب، أن النتائج ستظهر في غضون أسبوع.
قال أيضاً: "اُكتشف هذا المتحور في حوالي 100 جينوم فقط، وهو رقم ضئيل. ولا تزال نسبة صغيرة جداً، ولكننا نؤكد أننا نتابعه جيداً. لديه كل بصمات الهروب من المناعة".
يُذكر أن علماء جنوب إفريقيا كانوا قد اكتشفوا أيضاً متغير بيتا عام 2020. وقالوا إنه رغم قدرة بلادهم المتقدمة على تتبع جينومات الفيروس التي تمكّنها من تحديد السلالات الجديدة، فيجوز أنه قد نشأ في مكان آخر.