أعلن الجيش الأمريكي أنّه أعطب قبل انسحابه من مطار كابول، ليل الإثنين 30 أغسطس/آب 2021، طائرات وآليات مدرّعة ومنظومة دفاعية مضادّة للصواريخ خوفاً من سقوطها بيد حركة طالبان التي باتت تسيطر على مطار كابول الدولي.
إذ أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الإثنين، أن الجيش الأمريكي استكمل انسحاب قواته من أفغانستان، وذلك بعد نحو 20 عاماً من غزوها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بعد سيطرة طالبان على كامل أفغانستان تقريباً.
عتاد عسكري مهم في مطار كابول
قال قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحفي إنّ قواته "نزعت سلاح" هذه الأعتدة، أي: أعطبتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى.
أضاف الجنرال ماكنزي الذي تتبع أفغانستان لنطاق عمليات قيادته أنّ العتاد الذي تمّ تعطيله يشمل 73 طائرة، مؤكّداً أنّ "هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى".
كما أوضح المسؤول العسكري الأمريكي: "لن يتمكّن أحد من استخدامها"، مشيراً إلى أنّ "معظمها كان أصلاً خارج الخدمة (…) لكن من المؤكّد أنّها لن تتمكّن من الطيران مرة أخرى".
قال الجنرال ماكنزي أيضاً إنّ الجيش الأمريكي الذي نشر ستّة آلاف جندي للسيطرة على مطار كابول وتشغيله اعتباراً من 14 آب/أغسطس بغية تأمين جسر جوّي لإجلاء عشرات آلاف الرعايا الأمريكيين والأجانب وطالبي اللجوء الأفغان، ترك أيضاً خلفه في المطار 70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام -تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار- و27 مركبة هامفي مدرّعة خفيفة.
أضاف ماكنزي أنّ كلّ هذه الآليات تمّ إعطابها وإخراجها من الخدمة، وبالتالي "لن يتمكّن أحد من استخدامها مجدّداً".
منظومة دفاع صاروخي
كما قال إنّ الجيش الأمريكي ترك خلفه أيضاً منظومة دفاع صاروخي من طراز "سي-رام" كان قد نصبها لحماية مطار كابول، وهي المنظومة التي اعترضت الإثنين خمس هجمات صاروخية شنّها تنظيم الدولة الإسلامية على المطار، مشيراً إلى أنّ صعوبة تفكيكها حتّمت في النهاية تدميرها.
أضاف الجنرال ماكنزي: "اخترنا ترك هذه الأنظمة في الخدمة حتّى اللحظة الأخيرة"، أي قبيل إقلاع آخر طائرة من مطار كابول.
وأوضح أنّ "تفكيك هذه الأنظمة إجراء معقّد ويستغرق وقتاً طويلاً، لذلك قمنا بنزع سلاحها حتى لا يتمّ استخدامها مرة أخرى".
انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان
أتمت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان الإثنين، منهية حرباً دامت 20 عاماً وتُوجت بعودة حركة طالبان إلى السلطة.
اضطرت واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي إلى خروج مذل ومتعجل من أفغانستان. وفي أعقاب عمليات إجلاء جوي ضخمة وفوضوية على مدى الأسبوعين الماضيين، يخلف هؤلاء وراءهم آلاف الأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية وربما كانوا مؤهلين للإجلاء.
أُطلقت أعيرة نارية في سماء كابول احتفالاً بعد إتمام انسحاب الولايات المتحدة الذي أنهى أطول حرب أمريكية.
بينما نقلت قناة الجزيرة عن المتحدث باسم حركة طالبان قاري يوسف قوله، يوم الإثنين: "غادر آخر جندي أمريكي من مطار كابول ونالت بلادنا استقلالها الكامل".
فيما دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، عن قراره الالتزام بالموعد النهائي الذي ينقضي الثلاثاء 31 أغسطس/آب لسحب القوات الأمريكية على الرغم من أن ذلك لا يعني أن كل من أراد الخروج أمكنه ذلك. وقال إن العالم سيُحمل حركة طالبان مسؤولية تعهدها بتوفير ممر آمِن لمن يريدون مغادرة أفغانستان.
أضاف موجهاً الشكر إلى الجيش الأمريكي لاضطلاعه بعملية الإجلاء الخطيرة: "الآن، وصل وجودنا العسكري الذي استمر 20 عاماً في أفغانستان إلى نهايته". ويعتزم توجيه كلمة للشعب الأمريكي بعد ظهر اليوم الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة.