كشف موقع VOANews، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن قيادي بحركة طالبان أن الحركة في المراحل الأخيرة من إعلان حكومة جديدة في وقت يعقد فيه القائد الأعلى لطالبان، هبة الله أخوند زاده، المشاورات في قندهار، مسقط رأس الحركة، إلى جانب نائبيه سراج الدين حقاني، والملا محمد يعقوب، نجل مؤسس طالبان الملا عمر.
ملامح حكومة أفغانستان الجديدة
شير محمد عباس ستانيكزاي، قيادي بارز آخر في طالبان، قال للموقع الأمريكي: "في الوقت الحالي، تتشاور قيادة طالبان مع مختلف الجماعات العرقية والأحزاب السياسية داخل البلاد بشأن تشكيل حكومة يجب قبولها داخل أفغانستان وخارجها والاعتراف بها"، وأضاف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، لإذاعة صوت أمريكا، أن العملية "شارفت على الاكتمال".
فيما قال القيادي البارز في طالبان إن الحركة كلفت نائب الرئيس سراج الدين حقاني والنائب الآخر الملا محمد يعقوب بوضع اللمسات الأخيرة على أسماء مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن الموافقة النهائية على الأسماء ستأتي من أخوند زاده نفسه، وذكر أن مجلس الوزراء يمكن أن يضم أكثر من 26 عضواً وقد يضم أشخاصاً بخلاف أعضاء مجلس القيادة.
وكشف المسؤول البارز للموقع أن مجلس الشورى رأى أنه يجب إعلان الحكومة في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول، وأن يكون اسم حكومة طالبان الجديدة هو إمارة أفغانستان الإسلامية.
أما فيما يخص الجيش، فقال زعيم طالبان إن الحركة تعتزم الحفاظ على الجيش الوطني سليماً وإدراج مقاتليه في المؤسسة، كما أنه من المقرر أن تتخذ القرارات بشأن العلم والدستور الوطني من قبل الحكومة الجديدة.
في مشاوراتهم الداخلية، ناقش أعضاء الحركة أيضاً إمكانية جعل سراج الدين حقاني أو الملا يعقوب "رئيس شورى الوزراء"، وهو منصب يعادل منصب رئيس الوزراء، وخلال حكومة طالبان الأخيرة في أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 ، شغل الملا محمد رباني هذا المنصب.
وبخلاف تشكيل الحكومة، قال القيادي إن المناقشات الداخلية تركزت بشكل كبير على الأمن في العاصمة كابول.
سيطرة طالبان على أفغانستان
خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول، وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد، ووصل إلى الإمارات.
أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة، في غياب الدعم الأمريكي.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً، فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.