توعَّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، الإثنين 30 أغسطس/آب 2021، بشنِّ عملية عسكرية "قاسية" ضد قطاع غزة "إذا لم تتوقف التظاهرات الليلية قرب السياج الحدودي"، وهي التهديدات التي تأتي بعد ساعات قليلة من تأكيد تل أبيب وفاة قناص في الجيش متأثراً بجروحه.
مساء الإثنين، تواصلت لليوم الثالث مظاهرات ليلية تُسمى "الإرباك الليلي"، قرب الحدود بين غزة وإسرائيل، رفضاً للحصار المستمر على القطاع، ويطلق الشبان خلال هذه التظاهرات قنابل صوتية صوب السياج الحدودي ويشعلون إطارات المركبات، بهدف إزعاج الجنود والمستوطنين في المناطق المتاخمة للقطاع.
تهديدات كوفاخي
جاءت في تصريحات نقلتها قناة "كان" الرسمية، وقال فيها إن ما سماها "أعمال الشغب" ستؤدي إلى ردٍّ من قِبل الجيش الإسرائيلي أو "عملية قاسية".
كما أضاف: "سيسمح الهدوء والأمن بتحسين أوضاع المدنيين في غزة، لكن أعمال الشغب ستؤدي إلى رد فعل وصولاً إلى شن عملية".
المتحدث نفسه تابع قائلاً: "منذ نهاية عملية حارس الأسوار، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتحضير لمعركة أخرى، وإذا لزم الأمر فإن البحرية الإسرائيلية جاهزة للقيام بدور رئيسي في العملية".
في الجهة المقابلة، لم يصدر تعليق فلسطيني فوري على تهديدات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غير أن الفصائل الفلسطينية في غزة عادةً ما تؤكد عزمها على مواصلة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال حتى كسر الحصار عن القطاع.
يُذكر أن "حارس الأسوار" هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عدوان شنه جيشها على قطاع غزة بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، وانتهى بوقف لإطلاق النار بوساطة مصرية.
رد "حماس"
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإثنين، أن تهديدات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بشأن شن عملية عسكرية "قاسية" ضد قطاع غزة "لن تخيف شعبنا".
عبد اللطيف القانوع الناطق باسم الحركة، قال في تغريدة عبر تويتر:" تهديدات رئيس أركان الاحتلال (أفيف كوخافي) باستعداد الجيش لعملية عسكرية في غزة للاستهلاك الإعلامي ولن تخيف شعبنا أو ترعبه".
كما أضاف: "سيواصل شعبنا نضاله بمختلف الأدوات حتى انتزاع كامل مطالبه".
ولفت القانوع إلى أن "سيف القدس لم يغمد ولا زال صدى المعركة التي خاضتها المقاومة يتردد بين أوساط جيشه المهزوز ويعاني من ارتداداتها".
إصابات في صفوف المتظاهرين
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء الإثنين، إصابة 6 متظاهرين فلسطينيين خلال اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على مظاهرة قرب الحدود، رفضاً لحصار متواصل للقطاع منذ 15 عاماً.
قالت الوزارة، في بيان: "أصيب 6 فلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة (مع إسرائيل)".
كما أوضحت أن الإصابات هي: 3 بالرصاص الحي، وُصفت إحداها بالخطيرة، و3 إصابات بقنابل الغاز وشظايا، ووُصفت بالطفيفة.
"الإرباك الليلي"
يتعلق الأمر بمسيرات ليلية تنظمها مجموعات من الشباب قرب حدود غزة مع إسرائيل، وتستخدم قنابل صوتية وإطارات مركبات مشتعلة، بهدف إزعاج جيش الاحتلال وسكان المستوطنات المتاخمة للحدود.
بشكل كبير، تُقيّد إسرائيل، منذ مايو/أيار الماضي، إدخال البضائع إلى غزة، ضمن إجراءات تشديد الحصار؛ ما تسبب في تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالأساس.
فيما ترفض إسرائيل السماح بإعادة إعمار ما دمرته حربها الأخيرة على غزة لمدة 11 يوماً في مايو/أيار الماضي.
وتربط ذلك بأن تعيد "حماس"، الحاكمة لغزة منذ 2007، أربعة محتجزين إسرائيليين لديها، بينهم جنديان، فيما تطالب الحركة بعقد صفقة تبادل للأسرى.
ويعيش في غزة أكثر من مليوني فلسطيني، يعانون أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، بسبب حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في 2006.
إسرائيل تعلن وفاة قناصها
في وقت سابق من اليوم الإثنين، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن وفاة جندي إسرائيلي، أُصيب قبل 9 أيام عند حدود قطاع غزة، ويتعلق الأمر بـ"بارئيل شموئيلي" (21 عاماً)، وقد توفي متأثراً بجروح بالغة أُصيب بها.
وكانت مشاهد مصورة قد أظهرت فلسطينياً وهو يطلق النار من مسدسه على الجندي، عبر ثغرة في الجدار الإسمنتي المحيط بقطاع غزة، أثناء قنصه متظاهرين فلسطينيين.
في حين كان الفلسطينيون يتظاهرون في الذكرى السنوية الـ52 لإحراق المسجد الأقصى.