نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي غادر العاصمة الأفغانية كابول، في وقت سابق من يوم الإثنين 30 أغسطس/آب 2021، قوله إن الولايات المتحدة تواصل الانسحاب النهائي من مطار كابول، وإن "الموظفين الدبلوماسيين الأساسيين" غادروا بالفعل خلال الساعات الأخيرة من انسحابها الفوضوي من هناك.
كما أكد مسؤول ثانٍ مغادرة معظم الدبلوماسيين. ولم يذكر المسؤولان ما إذا كان من بينهم المبعوث الكبير روس ويلسون، الذي من المتوقع أن يكون من بين آخر المغادرين.
من المتوقع أن تسحب واشنطن جميع دبلوماسيّيها من كابول قبل إتمام سحب القوات بحلول الموعد النهائي.
ساعة الانسحاب النهائي
فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، خلال مؤتمر صحفي، الإثنين، قبل يوم واحد على موعد الانسحاب النهائي من أفغانستان، أنه في تمام الساعة الـ11:59 بتوقيت كابل، يوم الثلاثاء، سيكون الموعدَ النهائي لخروج قواتهم.
حيث كشف المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، أن 26 طائرة أمريكية غادرت مطار كابل، الأحد 29 أغسطس/آب، مع استمرار عمليات الإجلاء، لافتاً إلى ما وصفها بالرغبة الأمريكية في مساعدة أكبر عدد من الراغبين في مغادرة أفغانستان، والاستمرار في العمل مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية لمساعدة الأسر الأفغانية الراغبة في المغادرة.
كيربي أكد قدرة بلاده على مواصلة عمليات الإجلاء من أفغانستان حتى النهاية، متحدثاً عن نجاحهم في حماية مطار كابل من هجمات صاروخية استهدفته قبل ساعات.
بينما شدّد على أن الجيش الأمريكي سيرد على أي استهداف له، مشيراً إلى أن 5 صواريخ أُطلقت الليلة الماضية على مطار كابل، نجح الجيش الأمريكي في التصدي لها، مضيفاً: "نحن الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة، والتهديد لايزال حقيقياً وفي العديد من الحالات لايزال محدداً".
التصدي لهجوم صاروخي
في وقت سابق من يوم الإثنين، اعترضت الدفاعات الأمريكية ما يصل إلى خمسة صواريخ أُطلقت على مطار كابول.
في حين أعلن تنظيم "داعش" عبر موقع "ناشر نيوز" التابع له على تليغرام، المسؤولية عن الهجوم الصاروخي. وقال التنظيم: "بفضل الله تعالى، استهدف جنود الخلافة مطار كابول الدولي، بستة صواريخ (كاتيوشا)، وكانت الإصابات محققة".
جاء هذا الهجوم بعد تفجير انتحاري كبير خارج بوابتين للمطار يوم الخميس الماضي، قتل عشرات الأفغان و13 جندياً أمريكياً.
تعقيباً على ذلك، قال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز"، إن التقارير الأولية لم تشر إلى وقوع أي ضحايا أمريكيين في الهجوم الصاروخي.
كانت واشنطن قد حذرت في الأيام القليلة الماضية، من وقوع مزيد من الهجمات، وشنت ضربتين جويتين على هدفين لتنظيم "داعش" إحداهما كانت الأحد، وقالت إنها أحبطت بها محاولة لتنفيذ هجوم انتحاري بسيارة ملغومة بكمية كبيرة من المتفجرات، وقالت طالبان إنها تسببت في مقتل مدنيين.
يأتي انسحاب القوات الأمريكية من كابول بعد أن نفذت بلادهم وحلفاؤها أكبر عملية إجلاء جوية في التاريخ.
يذكر أن القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها أجلت نحو 114400 شخص، منهم رعايا أجانب وأفغان "معرضون للخطر"، بعد أن ساعدوا القوات الأجنبية على مدى 20 عاماً من الحرب، في عملية بدأت قبل يوم واحد من سقوط كابول بأيدي حركة طالبان في منتصف أغسطس/آب.
إخفاق واشنطن وحلفائها
لكن بسبب إخفاق واشنطن وحلفائها من حلف شمال الأطلسي في توقع سرعة استيلاء حركة طالبان على الحكم في البلاد، أُجبرت القوات على تنفيذ عمليات إجلاء متعجلة وستضطر إلى أن تترك وراءها آلافاً من الأفغان الذين ساعدوا دولاً غربية وربما مؤهلون للإجلاء، لكنهم لم يتمكنوا من الخروج في الوقت المناسب.
من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي: "جهود الإجلاء أنقذت دون شك، عشرات الآلاف من الناس وتستحق الإشادة".
جراندي استدرك: "لكن عندما تنتهي عمليات الإجلاء الجوية والاهتمام الإعلامي المحموم، ستبقى الأغلبية العظمى في أفغانستان وهم نحو 39 مليون نسمة. يحتاجون إلينا، الحكومات ومنظمات الإغاثة والمواطنين العاديين، للبقاء معهم لتخطي المصاعب".
يُذكر أن استيلاء طالبان السريع على السلطة أثناء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الدول المتحالفة معها، والمشاهد الفوضوية في المطار، شكّل أكبر تحدٍّ يواجه بايدن في السياسة الخارجية حتى الآن.
كان بايدن أرسل آلاف الجنود إلى المطار عندما اجتاحت حركة طالبان أفغانستان في وقت سابق من هذا الشهر؛ للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرَّضين للخطر وغيرهم من الأجانب الذين يحاولون الفرار.
يُشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية بأفغانستان. وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ليقيم في الإمارات.