قالت وسائل إعلام تونسية وجزائرية، مساء الأحد 29 أغسطس/آب 2021، إن السلطات الجزائرية قامت بإلقاء القبض على رئيس حزب "قلب تونس"، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة التونسية، نبيل القروي، قرب الحدود التونسية، وذلك في أعقاب تسلله بطريقة غير شرعية.
حيث أكدت "إذاعة موزاييك" التونسية الخاصة أن أمن الحدود الجزائري قام بإيقاف القروي، وشقيقه النائب المجمدة عضويته غازي القروي، في منطقة تبسة الجزائرية بشقة في وسط المدينة مملوكة لشقيق عضو سابق في البرلمان الجزائري.
في حين أضافت أن "أمن الحدود الجزائري فطن لدخول الأخوين القروي خلسة إلى التراب الجزائري دون المرور بالمعابر القانونية".
كما أوضحت الإذاعة التونسية أنه يجري التحقيق حالياً مع القروي والجهة التي أمنت له مكان الاختفاء (لم تسمها)، منوهة إلى أنه ينتظر أن تتم إحالته، الإثنين 30 أغسطس/آب، أمام النيابة العمومية المختصة.
بينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي من السلطات الجزائرية أو التونسية بعد، كما أن حزب "قلب تونس" لم يعلق على ما حدث.
سجن ومحاكمة وغرامة ثم إفراج
يشار إلى أنه في أبريل/نيسان الماضي، قضت محكمة تونسية بغرامة مالية قدرها نحو 7 ملايين دولار، على نبيل القروي، على خلفية اتهامه بالتهرب الضريبي.
فيما أضاف المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس، محسن الدالي، أن "القضية التي أصدرت بشأنها الغرامة تتعلق بعدم التصريح الجمركي حول عائدات مالية في عمليات تصدير، تعود إلى عام 2012 (تهرب ضريبي)"، دون تفاصيل.
كانت محكمة تونسية قد أقرت، في ديسمبر/كانون الأول 2020، قراراً بسجن المرشح للانتخابات الرئاسية الماضية نبيل القروي بشبهة الفساد المالي.
حيث أعلن رئيس مكتب الإعلام والاتصال ونائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، محسن الدالي، عن صدور بطاقة إيداع في السجن بحق القروي.
كانت السلطات التونسية اعتقلت القروي، في 23 أغسطس/آب 2019، بعد صدور حكم بحبسه؛ لاتهامه بالتهرب الضريبي، وتبييض الأموال.
إلا أنه في 15 يونيو/حزيران الماضي، قررت محكمة تونسية الإفراج عن القروي، وذلك بعد 6 أشهر من الحبس الاحتياطي.
بينما تغيب القروي، وهو وصاحب قناة "نسمة" التلفزيونية، عن الساحة السياسية والإعلامية في تونس منذ الإفراج عنه.
تاريخ مثير للجدل
والقروي (57 عاماً) هو رئيس حزب قلب تونس، الذي حل في المركز الثاني بعد حزب "النهضة" في الانتخابات البرلمانية في العام نفسه، وانضم إلى دعم الأغلبية البسيطة لحكومة رئيس الوزراء السابق هشام المشيشي.
نافس الرجل بقوة على خلافة الرئيس الراحل، الباجي قايد السبسي، الذي توفي في 25 يوليو/تموز 2019، لكنه هُزم في الجولة الثانية أمام الرئيس الحالي قيس سعيد.
كان موقع "لوبيينغ آل مونيتور" فجّر مفاجأةً مدويّة، بعدما نشر وثائق تُثبت تعاقد القروي مع شركة دعاية يملكها ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، من أجل الضغط على حكومات خارجية لدعمه في الانتخابات.
وعلى الرغم من توقيف القروي حينها بتهمة الفساد قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في تونس، فإنه فاز بثاني أكبر نسبة من أصوات الناخبين، وتأهل لخوض الجولة الثانية أمام منافسه قيس سعيد.
منذ عام 2017 يواجه القروي تهماً متعلقة بالفساد المالي، إذ رفعت منظمة "أنا يقظ" دعوى قضائية ضده بتهمة "التهرب الضريبي" و"القذف" و"التعنيف"، بعد أن سُرّب شريط مصور يعلن فيه القروي استعداده لإطلاق حملة تشويه سمعة أعضاء المنظمة المذكورة، والتي تسببت بفضيحة له في ذلك الوقت. وجمدت ممتلكاته ومُنع من السفر منذ ذلك الحين.