تحوّلت دمية عملاقة لفتاة سورية تبلغ 9 سنوات، ضمن مشروع مسرحي للتعريف بأزمة اللاجئين، إلى هدف لليمين والمعادين للهجرة في اليونان، التي من المنتظر أن تمر عبرها "أمل الصغيرة" في طريقها إلى أوروبا.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أشارت الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، إلى أن الدمية سافرت منذ الشهر الماضي عبر تركيا إلى اليونان، في محطتها الأولى، وهي رحلة غنية بالرمزية مع اقتراب أزمة هجرة جديدة بعد استيلاء طالبان على أفغانستان.
رحلة "أمل الصغيرة" تأتي ضمن مشروع يسمى "المشي"، يهدف إلى لفت الانتباه إلى تجربة اللاجئين من خلال سلك طريق مماثل للطريق الذي سلكه بعض السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم.
ستعبر "أمل الصغيرة" ثمانية بلدان وعشرات المدن، في محاولة لقطع مسافة 8000 كيلومتر، لتسليط الضوء على محنة ملايين اللاجئين النازحين. لكن أمل التي يبلغ طولها أكثر من 3 أمتار و"تمشي" بمساعدة فريق محركي الدمى المرافقين لها، غير مرحب بها في كل مكان.
رفض استقبال "أمل الصغيرة"
وكالة الأناضول قالت إنه بعد انتهاء جولتها داخل تركيا وصلت "أمل الصغيرة" إلى اليونان، في 10 أغسطس/آب الجاري، حيث تم رفض استقبالها في منطقة ميتيورا السياحية، ذات الكنائس والأديرة العديدة، بذريعة أنها "مسلمة".
فيما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن المجلس المحلي لبلدة ميتيورا، وهي بلدية في وسط اليونان، صوّت على منع الدمية من السير في قرية في المنطقة، التي تضم موقعاً للتراث العالمي لليونسكو معروفاً بمجموعته من الأديرة الأرثوذكسية المبنية على تشكيلات صخرية شاهقة.
برّر أعضاء المجلس، إضافة إلى الأسقف المحلي، موقفهم بأنه لا ينبغي السماح للدمية التي تصور لاجئة مسلمة بالمرور من منطقة لها أهمية للمؤمنين الروم الأرثوذكس.
اشتكت مجموعة تراثية محلية من أن المبادرة يمكن أن تجلب المزيد من اللاجئين إلى بلد استقبل بالفعل عشرات الآلاف. وقالت الصحيفة إن الدمية تلقى معارضة في اليونان، في وقت تخشى فيه أوروبا من موجة لجوء جديدة، وسط تصاعُد الأزمة في أفغانستان.
ما الذي يخيف "اليمين" في اليونان
قال رئيس بلدية ميتيورا، ثيودوروس أليكوس، إن قلقه يتعلق بوجود "دمية مسلمة من سوريا" في منطقة غنية بالأهمية الأرثوذكسية، وتحظى بشعبية كبيرة للسياحة الدينية.
قرّر المجلس أنه لن يتم منع الدمية "أمل الصغيرة" من عبور بلدة كالامباكا الرئيسية بالبلدية في طريقها عبر اليونان، لكنه لن يسمح لها بدخول القرى القريبة من الأديرة. وهددت جمعية التراث المحلي أن ذلك ليس كافياً، وأن دخول الدمية سيكون "إهانة"، وسيُسبب احتجاجات، مقترحة إدخالها في صندوق.
يشمل المشروع سفر الدمية ومحركيها من غازي عنتاب- تركيا، إلى مانشستر- إنجلترا، مع قطع العديد من المنعطفات على طول الطريق.
بحسب منظمي المشروع، فقد تم اختيار غازي عنتاب لأنها موطن لعشرات الآلاف من السوريين، ومانشستر بسبب كثرة طالبي اللجوء فيها.
في غازي عنتاب حمل الأطفال المتحمسون الفوانيس لتوجيه "أمل" عبر المدينة، وفي جزيرة خيوس اليونانية غنت الفرق الموسيقية للترحيب بها، وبحسب المنظمين فالرسالة واضحة "لا تنسوا اللاجئين".
بعد تجوالها في 8 بلدان و65 مدينة من المقرر أن تصل أمل، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني إلى مانشستر البريطانية، لتنهي رحلتها هناك.