نقلت وكالة رويترز، الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، عن مسؤولَين لم تسمّهما، قولهما إن تركيا لن تساعد في إدارة مطار كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي ما لم توافق حركة طالبان على وجود أمني تركي.
حيث قال مسؤول تركي كبير إن الهجوم الأخير الذي وقع أمام بوابات مطار كابول، الخميس 26 أغسطس/آب، يثير الشكوك حول قدرة حركة طالبان على تأمين المطار وسلامة العاملين الأتراك فيه.
أضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: "يمكن لتركيا إدارة العملية من الناحية الفنية… لكن مطلبنا هو أن تكون إجراءات التأمين بيد تركيا أيضاً عبر فريق أمني موسع يتألف من عسكريين سابقين من الجيش أو الشرطة أو من خلال شركة خاصة، بالكامل".
كما تابع المسؤول قائلاً: "لسنا مهتمين بتشغيل المطار في أوضاع تتولى فيها طالبان توفير الأمن، وأظهرت هجمات، الخميس، صحة موقفنا"، منوهاً إلى أن المحادثات مع طالبان "تأثرت سلباً" بهجمات المطار، وأن الرحلات الدولية من كابول مُهددة بالتوقف في المستقبل. ولم يشر إلى موعد للاتصالات القادمة.
بدوره، ذكر مسؤول تركي آخر أن الإجراءات الأمنية التي أعلنتها طالبان، وضمنها الحراسة في أبراج المراقبة حول المطار، ليست كافية لضمان سلامة المهمة التركية المحتملة.
في حين أشار هذا المسؤول إلى أن "المهمة على درجة كبيرة من الخطورة، وعلينا التفكير في الأمن والعملية معاً… نتعامل مع الموضوع من منظور أنه حتى لو لم تكن القوات المسلحة التركية هي التي تتولى توفير الأمن، فيجب أن يكون الأمر بيد تركيا".
عروض طالبان لتركيا
في وقت سابق من الجمعة، كشف الرئيس رجب طيب أردوغان عن تقديم حركة طالبان عرضاً لبلاده من أجل تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بإسطنبول قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك، في إطار زيارة رسمية تشمل الجبل الأسود.
أردوغان أكد أن تركيا لن تطلب إذناً من أحد حيال الاتصالات المحتملة مع حركة طالبان، مضيفاً: "لدى طالبان عروض لنا بخصوص تشغيل مطار كابول، ولم نتخذ قراراً بعد بهذا الصدد".
كما أدان أردوغان الهجوم الذي استهدف مطار كابول، مشدّداً على أن "قيام داعش بهذه الخطوة في هذه المرحلة يكشف مدى خطورة هذا التنظيم بالمنطقة والعالم".
ويشير أردوغان إلى أن تركيا تواصل إجلاء جنودها من أفغانستان، وستستكمل ذلك في أسرع وقت.
إلى ذلك، أجلت تركيا حتى الآن 350 جندياً على الأقل، وأكثر من 1400 آخرين من أفغانستان منذ أن فرضت طالبان سيطرتها على كابول هذا الشهر.
مساعدة تركيا
كانت حركة طالبان قد طلبت من تركيا مساعدة فنية في إدارة المطار بعد انقضاء مهلة محددة لخروج جميع القوات الأجنبية في موعدٍ غايته 31 أغسطس/آب الجاري، وهي مهلة يقولون إنها تنطبق أيضاً على القوات التركية.
فيما تولت تركيا، المشارِكة في مهمة حلف الأطلسي، مسؤولية أمن المطار على مدى السنوات الست الماضية.
يشار إلى أن بقاء المطار مفتوحاً بعد انسحاب القوات الأجنبية يمثل أهمية قصوى ليس فقط من أجل استمرار الاتصال بين أفغانستان والعالم الخارجي، ولكن أيضاً للحفاظ على تدفق الإمدادات ودوام عمليات المساعدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لإجلاء المدنيين قبل أيام من انقضاء المهلة الرسمية للانسحاب من أفغانستان.
جدير بالذكر أن مهاجماً انتحارياً واحداً على الأقل من تنظيم "داعش" قتل 85 شخصاً، بينهم 13 جندياً أمريكياً، أمام بوابات مطار كابول يوم الخميس 26 أغسطس/آب.