كشفت مصادر أمريكية وأفغانية، عن مقتل 72 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 158 آخرين، في الهجوم المزدوج الذي استهدف محيط "مطار حامد كرزاي"، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، بالعاصمة الأفغانية كابول، وتبناه تنظيم "داعش" الإرهابي.
في حين أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكينزي، في مؤتمر صحفي، "مقتل 12 من القوات الأمريكية، وإصابة 15 آخرين" في الهجوم.
ضحايا أمريكيون
فيما لم يوضح ماكينزي هوية القتلى والمصابين، نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" عن مسؤولين أمريكيين اثنين- لم تسمهما- قولهما إن الضحايا من البحرية الأمريكية وهم "11 من قوات المشاة (المارينز) ومسعف". في السياق، أوضح مسؤول أفغاني لوكالة أن الهجوم نتج عنه 60 قتيلاً و143 مصاباً من الأفغان.
بدوره، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، الخميس، مسؤوليته عن الهجوم، وفق وكالة "أعماق" المحسوبة عليه. ونقلت الوكالة في بيان على "تليغرام"، عن مصادر قالت إنها عسكرية، أن "مقاتلاً من الدولة الإسلامية تمكن اليوم من اختراق كافة التحصينات الأمنية التي تفرضها القوات الأمريكية وميليشيا طالبان حول العاصمة كابول".
يُذكر أن الهجوم الانتحاري الأول وقع عند البوابة الشرقية للمطار، أما الثاني فوقع قرب فندق قريب يسمى "البارون".
عمل إرهابي
في سياق متصل فقد نقلت قناة تلفزيونية تركية عن مسؤول في حركة طالبان، قوله إن الهجوم على مطار كابول في أفغانستان "عمل إرهابي يستحق التنديد العالمي"، مضيفاً أن سببه هو وجود القوات الأجنبية في البلاد.
حيث قال عبدالقهار بلخي، أحد أعضاء اللجنة الثقافية بحركة طالبان، لقناة "خبر ترك" التلفزيونية التركية: "بمجرد الوقوف على الحقائق في المطار ومغادرة القوات الأجنبية، لن تقع مثل هذه الهجمات بعد ذلك".
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، إن فرنسا تجري محادثات مع طالبان؛ للسماح بإجلاء مئات الأفغان، في الوقت الذي أسفر فيه ما يشتبه في أنه تفجير انتحاري خارج مطار كابول عن مقتل 13 على الأقل.
حيث قال ماكرون في زيارة لأيرلندا، إنه لا يضمن نجاح فرنسا في عمليات الإجلاء، مع تدهور الوضع الأمني بأفغانستان، خاصة في مطار كابول. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن: "الوضع متوتر للغاية"، داعياً إلى توخي الحذر.
انفجارات في كابول
في المقابل قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن انفجارين على الأقل وقعا قرب المطار وسط عمليات ضخمة تشوبها الفوضى للإجلاء من أفغانستان. وأضافت أن بين الضحايا مدنيين وجنوداً أمريكيين.
فيما قالت وزارة الخارجية إن أكثر من 2500 من الفرنسيين والأفغان وصلوا إلى الأراضي الفرنسية حتى الآن، بعد إجلائهم من أفغانستان قبل انقضاء مهلة مغادرة القوات الأجنبية في 31 أغسطس/آب.
إلى ذلك فقد وقعت الهجمات بعد أن حثت الولايات المتحدة وحلفاؤها المواطنين الأفغان على مغادرة المنطقة، بسبب تهديد من تنظيم الدولة الإسلامية.
في المقابل فهناك جسر جوي ضخم لنقل الرعايا الأجانب وعائلاتهم وبعض الأفغان منذ 14 أغسطس/آب، عشية استيلاء قوات طالبان على كابول.
كانت سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية تتويجاً لتقدُّمها السريع في أنحاء البلاد مع انسحاب القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها.