رغم مرور أكثر من أسبوع على بدء عملية الإجلاء الضخمة التي تقوم بها القوات الأجنبية من مطار كابول بأفغانستان، فإن دبلوماسياً غربياً قد أكد من داخل المطار الخميس 26 أغسطس/آب 2021، أن حشوداً ضخمة من الأجانب والأفغان ما زالت تواصل توافدها على بوابات المطار.
وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن ما يقدر بنحو 1500 شخص يحملون جواز سفر أو تأشيرة الولايات المتحدة يحاولون دخول المطار، مشيراً إلى أن الرحلات الجوية ستزيد الخميس.
من جانبه، قال مسؤول من حركة طالبان، الخميس، إن حراس الحركة يواصلون حماية المدنيين خارج مطار كابول لكن على القوات الغربية الالتزام بموعد انتهاء عمليات الإجلاء بحلول نهاية هذا الشهر.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "حراسنا يخاطرون بحياتهم أيضاً عند مطار كابول، ويواجهون أيضاً تهديداً من تنظيم الدولة الإسلامية".
وكان دبلوماسي من دولة عضو بحلف شمال الأطلسي في العاصمة الأفغانية كابول قد قال في وقت سابق مساء الأربعاء إن حركة طالبان تعهدت بالأمن خارج مطار كابول، لكن تقارير المخابرات التي تتحدث عن تهديد وشيك من تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكن تجاهلها.
موعد نهائي
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قرر عدم تمديد الموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس /آب الجاري لانسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من أفغانستان، لكنه طالب بوجود خطط طارئة، حال وجود متغيرات ميدانية على الأرض، وذلك طبقاً لما أوردته شبكة CNN ووكالة رويترز، نقلاً عن مصادر مطلعة بالإدارة الأمريكية.
حيث نقلت شبكة CNN عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن أن الرئيس الأمريكي قرر، عقب التشاور مع فريقه للأمن القومي، الالتزام بالموعد النهائي المعلن سلفاً، مؤكداً أن بايدن اتخذ هذا القرار انطلاقاً من إدراكه للمخاطر الأمنية جراء البقاء في أفغانستان فترة أطول.
لكن المصدر، الذي لم تكشف الشبكة الأمريكية عن هويته، أفاد بأن بايدن طلب خطط طوارئ في حال قرر لاحقاً أن بلاده بحاجة للبقاء في أفغانستان لفترة أطول.
كما أبلغ مسؤول بالإدارة الأمريكية وكالة رويترز بأن بايدن يتفق مع توصية لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالالتزام بالموعد النهائي للانسحاب، مشيراً إلى أن البنتاغون قدم توصيته، الإثنين، استناداً إلى المخاوف الأمنية التي قد تتعرض لها القوات الأمريكية.
فيما أوضح المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن بايدن طلب من البنتاغون وضع خطط طارئة للبقاء لمدة أطول إذا لزم الأمر، مشدّداً على أن الولايات المتحدة قالت لحركة طالبان إن الانسحاب الأمريكي بحلول 31 أغسطس/آب مرهون بالتعاون لتسهيل عمليات الإجلاء.
فيما يعكس اقتراح البنتاغون تزايد المخاوف الأمنية عند مطار كابول، حيث يتم إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، وسط صعوبات وتهديدات ومخاوف أمنية.
خطة استكمال عمليات الإجلاء
كان البنتاغون قد قال، في وقت سابق الثلاثاء، إنه لم يطرأ أي تعديل حتى الآن على خطة استكمال عمليات الإجلاء من أفغانستان بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري، وإنها تعتزم سحب القوات الأمريكية بحلول هذا التاريخ.
فقد أكد جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، أن الوزارة تعتقد أن لديها القدرة على إخراج جميع الأمريكيين الذين يريدون المغادرة من أفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب.
كيربي تابع: "ما زلنا عازمين على تحقيق الهدف بنهاية الشهر"، مضيفاً أن الوزارة قد تحتاج إلى قواعد إضافية لاستضافة من يتم إجلاؤهم من أفغانستان.
في الوقت الذي أشار فيه إلى إجلاء "آلاف" الأمريكيين من أفغانستان، امتنع عن الإفصاح عن عددهم بالتحديد. وقال إنه لا يمكنه ذكر نسبة الأمريكيين الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان حتى الآن.
جاء قرار بايدن بعيد تحذير حركة طالبان من تبعات إبقاء القوات الأمريكية داخل أفغانستان لما بعد موعد الانسحاب الرسمي.
الثلاثاء، قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحفي: "أود أن أذكرك (بايدن) أن البقاء بعد 31 أغسطس/آب سيكون قراراً أحادياً من جانب الأمريكيين وضد الاتفاقية.. رسالتي إلى الأمريكيين هي إخراج جميع المواطنين قبل الحادي والثلاثين.. لديهم الموارد، المطار والطائرات، يجب إجلاء كل قواتهم وكل متعاقديهم قبل ذلك التاريخ".
أضاف مجاهد أنه بينما يمكن للأجانب مواصلة السفر إلى المطار، يجب أن تعود الحشود الضخمة من الأفغان التي تجمعَّت هناك في الأيام الأخيرة إلى ديارها، ولن تواجه أي أعمال انتقامية من حكام البلاد الجدد، مستطرداً: "نحن لسنا سعداء بمغادرة الأفغان".
مهلة تقترب
من جهته، صرّح دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي لرويترز بأن دولاً مختلفة قامت بإجلاء نحو 60 ألف شخص خلال الأيام العشرة الماضية، وتحاول الانتهاء من الأمر قبل انقضاء المهلة المتفق عليها مع طالبان لسحب القوات الأجنبية.
أكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: "يعمل كل فرد من القوات الأجنبية بوتيرة تشبه حالة الاستعداد للحرب كي لا يفوت الموعد النهائي".
بينما قال آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي، للصحفيين بعد إفادة بشأن أفغانستان قدمها مسؤولون في المخابرات، إنه لا يعتقد أن الإجلاء سيكتمل في غضون الأيام الثمانية الباقية، مضيفاً: "أرى أن الأمر ممكن، لكن الاحتمال ضعيف جداً نظراً لعدد الأمريكيين الذين يتعين إجلاؤهم".
كان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان قال، الإثنين: "سنواصل إخراج الأفغان المعرضين للخطر من البلاد حتى بعد مغادرة القوات الأمريكية".