قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، إن وكالة الاستخبارات المركزية والجيش الأمريكي بدآ تنفيذ عمليات إجلاء للأمريكيين باستخدام المروحيات والقوات البرية، بالتزامن مع اقتراب الموعد النهائي لإنقاذ كافة الأشخاص المعرضين للخطر من أفغانستان.
إذ أطلقت الوكالة عملياتها السرية لإنقاذ الأمريكيين داخل وخارج كابول خلال الأيام الأخيرة، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين ومن جنسيات أخرى. وتستخدم تلك العمليات مروحيات الجيش الأمريكي، ولكن تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية، وهو الترتيب المعتاد في هذا النوع من العمليات.
مهام مشتركة
حيث قال مصدرٌ مطلع من الكونغرس، إنّ القوات الأمريكية توجّهت إلى كابول في مهمات مشتركة مع الحلفاء الأجانب -ومنهم بريطانيا وفرنسا- للوصول إلى مواقع بعينها بغرض إجلاء مواطني تلك الدول، وحاملي البطاقات الخضراء الأمريكية، والأفغان الذين يحملون تأشيرات خاصة، بفضل مساعدتهم للجيش الأمريكي.
في حين تُعتبر العمليات الجوية والبرية خطيرةً وسط الظروف الراهنة بالبلاد، مع منح الولايات المتحدة الأولوية لإجلاء الأمريكيين قبل الأفغان المعرضين للخطر. وهذا يشمل آلاف المترجمين الأفغان الذين عملوا لصالح الحكومة الأمريكية، ولكنهم مايزالون داخل البلاد في مواجهة انتقام طالبان المحتمل.
في المقابل قال البنتاغون إنه ينسق مع حركة طالبان في ما يتعلّق بتأمين المطار، ولكن لم يتضح ما إذا كانت النقاشات تشمل عمليات الإجلاء.
كذلك ومن المنتظر أن تلتزم إدارة بايدن بالموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس/آب، لإجلاء أكبر عددٍ ممكن من الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، قبل سحب كافة الجنود الأمريكيين المتبقين، وعددهم نحو ستة آلاف جندي. وقد طلب الرئيس بايدن من مسؤولي الدفاع وضع خطط طوارئ في حال الحاجة إلى تمديد موعد 31 أغسطس/آب.
تهديدات طالبان
بينما هددت حركة طالبان، التي تحاصر مطار حامد كرزاي الدولي منذ يوم 15 أغسطس/آب، بالانتقام من الأمريكيين وغيرهم في حال ظلت الولايات المتحدة داخل البلاد بعد الموعد النهائي. ورجّح المسؤولون الأمريكيون أن تفي حركة طالبان بتهديداتها.
كما أشار مسؤولون ومشرعون أمريكيون بارزون إلى التهديدات القائمة بمحيط المطار من جانب فرع تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في أفغانستان: ولاية خراسان.
في سياق متصل رفضت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على عمليات الوكالة في أفغانستان. لكن الجيش يخضع لقواعد إفصاحٍ مختلفة، ويعترف بتنفيذ عملياته العسكرية عكس الوكالة.
حيث أقر مسؤولون في البنتاغون، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، بتنفيذ عملية نقلَ فيها الجيش جواً "أقل من 20 أمريكياً" في المساء باتجاه مطار كرزاي الدولي، وذلك بحسب المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي.
تنفيذ عمليات إجلاء
في المقابل وخلال الأيام الماضية، نفّذ الجيش عمليتين أخريين على الأقل باستخدام المروحيات لإنقاذ 185 أمريكياً إجمالاً. وقال المسؤولون إنّ تلك العمليات تشمل واحدةً تم تنفيذها مؤخراً داخل كابول لإنقاذ 16 أمريكياً. بينما تم تنفيذ بعض عمليات الإخراج على الأرض، حيث تم اقتياد الأمريكيين سيراً على الأقدام إلى داخل المطار.
كما قال مسؤولون من البنتاغون، الجمعة 19 أغسطس/آب 2021، إنّ الجيش نفذ عمليةً جوية بالمروحيات في كابول يوم الخميس 18 أغسطس/آب، لإنقاذ 169 أمريكياً ونقلهم إلى المطار.
بينما قال السيد كيربي للمراسلين إنّ ثلاث مروحيات حلّقت من مطار كرزاي الدولي لنحو 200 متر خارج المحيط الأمني، ثم هبطت في مهبطٍ مؤقت بفندق البارون حيث اجتمع المواطنون الأمريكيون. وبعدها صعد الأمريكيون على متن المروحيات التي نقلتهم إلى المطار.