اتُهم مسؤولون عسكريون بريطانيون الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021 بإهدار مساحات على طائرات إجلاء، بعد ظهور صور لسيارة تُنقل جواً من أفغانستان أثناء رحلات الإجلاء، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
وأظهرت الصور سيارة تويوتا حولها جنود وأشخاص جرى إجلاؤهم على متن طائرة بريطانية كانت تستعد للإقلاع من مطار كابُول؛ إذ تأتي هذه الصور وسط مخاوف من امتناع الولايات المتحدة عن تمديد الموعد النهائي الذي حددته في 31 أغسطس/آب لإنهاء عمليات الإجلاء في كابول، وبالتالي ترك بعض الأشخاص دون إجلاء.
وقال بول فارثينغ، الجندي السابق في مشاة البحرية الملكية، الذي أسس ملجأ نوزاد للحيوانات في كابول لإنقاذ الكلاب والقطط والحمير بعد خدمته مع الجيش البريطاني في أفغانستان في منتصف الألفينات، في تغريدة على تويتر، أعرب فيها عن ذهوله وصدمته من هذه الصور: "أنقذتم سيارة؟؟؟ اللعنة!". وأضاف دومينيك داير، الناشط في مجال الحياة البرية والصديق المقرب لفارثينغ، إنه "لا توجد كلمات" يمكنها شرح غضبه من صور السيارة التي كانت تنقل جواً من العاصمة الأفغانية.
فيما قال متحدث باسم وزارة الدفاع: "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بتحميل المركبات على الطائرات المغادرة من أفغانستان". وأضاف: "الأولوية المطلقة دوماً للركاب الذين يجري إجلاؤهم، وأي سعة احتياطية تُستخدم لشحن البضائع. ولا توجد أي طائرة تركت كابول وهي فارغة".
ويشار إلى أن بريطانيا أجلت حتى الآن أكثر من 8000 شخص من أفغانستان في الأيام العشرة الماضية، منهم أكثر من 2000 شخص في الـ24 ساعة الماضية، وفقاً لبن والاس، وزير الدفاع البريطاني.
وهذه الأرقام تشمل أشخاصاً غادروا العاصمة الأفغانية في تسع رحلات جوية على مدار 24 ساعة. ومن هؤلاء موظفون في السفارة ومواطنون بريطانيون والمؤهلون للإجلاء بموجب برنامج سياسة إعادة توطين الأفغان ومساعدتهم (Arap) وعدد من مواطني الدول الشريكة.
وحتى الآن، قدم 5171 شخصاً طلبات بموجب برنامج سياسة إعادة توطين الأفغان ومساعدتهم، ويجرى نشر أكثر من 1000 جندي من القوات المسلحة البريطانية في كابول.
على أنه سادت مخاوف من عدم تمكن المملكة المتحدة من إخراج جميع من تعهدت بإجلائهم من كابول قبل الموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس/آب.
فيما قال والاس إن جهود الإجلاء في كابول "تراجعت إلى ساعات وليس أسابيع"؛ حيث اعترف بأن مشاركة بريطانيا ستنتهي حين تغادر الولايات المتحدة أفغانستان.
عمليات إجلاء واسعة
يأتي هذا في وقت تحشد فيه عمليات الإجلاء الضخمة في كابول- التي قال بايدن إنها "من الأصعب في التاريخ"- طائرات من كل أرجاء العالم؛ لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم.
كما أجْلت كندا نحو ألف أفغاني من بلادهم، وفق ما أعلن مسؤولون حكوميون كنديون، مشددين على خطورة الأوضاع في محيط مطار كابول.
قال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية، السبت الماضي، إنه "من المستحيل" على الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول 31 أغسطس/آب.