كشف مسؤولون أمريكيون أنَّ وزارة الخارجية الأمريكية لا تعلم بالضبط عدد الأمريكيين المتبقين على الأرض في أفغانستان، ولو أنَّ البعض يُقدِّر العدد بما بين 10 و15 ألفاً، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 23 أغسطس/آب 2021.
إذ سيلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 24 أغسطس/آب، بقادة "مجموعة الدول السبع" المتقدمة لمناقشة التنسيق وخطط الإجلاء، فضلاً عن الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الأفغان.
بينما قال بايدن، الأحد 22 أغسطس/آب، إنَّه ومستشاريه العسكريين يناقشون تمديد الموعد النهائي للانسحاب إلى ما بعد 31 أغسطس/آب.
رداً على ذلك، قالت طالبان، عبر المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة في كابول، إنَّها لن تقبل بأي تمديد، ولن تضمن عدم تعرُّض القوات التي تبقى في أفغانستان بعد 31 أغسطس/آب للهجوم.
صعوبات في تحديد أعداد الأمريكيين
مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، قال الإثنين إنَّه يصعب تقدير عدد الأمريكيين على الأرض، لأنَّ الكثير من الأمريكيين لم يُسجِّلوا أنفسهم لدى السفارة حين وصلوا إلى أفغانستان، والكثيرون لم يُسجِّلوا حين غادروا. وأضاف: "إنَّ مسؤوليتنا الآن أن نجدهم".
يمكن أن يكون إيصالهم إلى المطار أمراً بالغ الخطورة، فوفقاً لمسؤولين عسكريين ألمان، شارك جنود أفغان وأمريكيون وألمان صباح الإثنين في تبادل لإطلاق النار بالمطار، أسفر عن سقوط جندي أفغاني قتيلاً إلى جانب ثلاثة جرحى.
بينما تعمل بعض بقايا الجيش الأفغاني مع القوات الدولية لتوفير الأمن حول محيط المطار الذي تسيطر عليه القوات الأمريكية.
إلى جانب الأمريكيين، تشير التقديرات من جانب الحكومة والمجموعات الخاصة التي تعمل على عمليات الإجلاء من أفغانستان، أنَّ عدد الأفغان الراغبين في الحصول على اللجوء هو بعشرات الآلاف. ويُعَد تحديد مَن يتم قبوله منهم مهمة هائلة تواجه وزارتي الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتين.
عملية الإجلاء تواجه عراقيل
كان لدى مكاتب أعضاء الكونغرس إحصاءات بمئات المواطنين الأمريكيين الذين كانوا يدافعون عن مصالحهم، ويتدبرون رحلات طيران لهم، ويعملون بلا كلل لمساعدتهم على اجتياز نقاط تفتيش طالبان وصولاً إلى المطار.
فقال النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي توم مالينوفسكي: "أستمر في سماع قصص مباشرة فورية عن أناس ردَّهم عسكريون أمريكيون بالرغم من وجودهم على كل القوائم".
كما أضاف أنه: "في حين بدأت الطرق الجديدة لإيصال الناس إلى القاعدة (المطار) لتثبت أنَّها قابلة للتطبيق، لا يزال من الصعب للغاية إدخال الأفغان، وبمجرد الوصول إلى هناك تكون الأحوال في المطار مريعة".
عقب إحاطة سرية عن الوضع في أفغانستان الإثنين، قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، آدم شيف (ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، إنَّ إتمام عمليات الإجلاء بحلول 31 أغسطس/آب ممكن، لكنَّه "مستبعد للغاية".
الأولوية للأمريكيين وحاملي البطاقات الخضراء
وفقاً لمسؤول أمريكي منخرط في جهود الإجلاء، تُجلي الولايات المتحدة حالياً في الغالب المواطنين الأمريكيين وحاملي البطاقات الخضراء وزوجات هؤلاء وأبناءهم.
فيما لم يتم إجلاء الأفغان الذين كانوا يعملون لدى السفارة أو الوكالات الأمريكية الأخرى في أفغانستان بأعداد كبيرة حتى الآن.
قال المسؤول الأمريكي إنَّ طالبان تقوم حالياً بإجراءات فحص الوثائق نيابةً عن الولايات المتحدة خارج مطار كابول، وهناك مخاوف من أنَّ المجموعة قد تثير اعتراضات عندما يحين الوقت لإجلاء الموظفين الأفغان بأعداد كبيرة.
كما يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين من انهيار التعاون الأمني مع طالبان إذا ما بقيت الولايات المتحدة إلى ما بعد 31 أغسطس/آب. وقال سوليفان: "في النهاية ستكون كيفية المضي قدماً هي قرار الرئيس ولا أحد غيره".
بينما قال مسؤول أمريكي إنَّه كان يُرمى في البداية إلى تكثيف جهود الإجلاء النهائي يوم 27 أغسطس/آب تقريباً، لأنَّ إخراج آلاف القوات ومعداتهم من البلاد يستغرق بضعة أيام. لكنَّ تاريخ بدء الإجلاء تأجل الإثنين إلى 29 أغسطس/آب، في دلالة أخرى على أنَّ الانسحاب قد يمتد إلى ما بعد 31 أغسطس/آب.
كما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الإثنين، إنَّه من الضروري تجاوز تاريخ 31 أغسطس/آب، وإنَّ هناك "حاجة إلى مزيد من الوقت لإكمال العمليات الحالية".