قد تضطر للاختيار بين حياتها وطفلها.. روايات لواقع “مرعب” تعيشه “الحوامل” المصابات بكورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/22 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/22 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
لقاحات كورونا تبدو السلاح الأهم في الانتصار على الوباء / رويترز

قال موقع The Daily Beast الأمريكي في تقرير نشره، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، إن السيدات الحوامل اللاتي يُصبن بفيروس كورونا يواجهن مصاعب صحية غير متخيلة في ظل تعقّد حالتهن الصحية.

التقرير رصد معاناة الدكتورة أكيلا سوبرامانيام، أخصائية في طب الأم والجنين بمستشفى UAB بولاية ألاباما الأمريكية. التي بحكم مهنتها، فهي ترى عادةً بعض حالات الحمل الأكثر تعقيداً في ولاية ألاباما وأجزاء من الولايات الأربع المحيطة بها. ومع ذلك، فإنها تقول إن ما شهدته مع النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا شيئاً لم يسبق لها أن رأت مثله من قبل.

عشرات الإصابات 

المستشفى الذي تعمل به الدكتورة أكيلا يحتوي على 1157 سريراً، وقد استقبل في شهر أغسطس/آب 2021، نحو 39 امرأة حاملاً مصابة بفيروس كورونا. أُدخل 10 من هؤلاء السيدات الحوامل إلى وحدة العناية المركزة، وسبعة على أجهزة التنفس الصناعي بسبب إصابتهن بالفيروس. 

يأتي ذلك فيما أخبرت الدكتورة أكيلا موقع The Daily Beast أن الأسبوع المعتاد كان يشهد على الأكثر حالة أو اثنتين لسيدات حوامل في وحدة العناية المركزة.

كذلك فقد تحدثت الدكتورة أكيلا إلى موقع The Daily Beast عن الواقع الذي عاشته في الفترة الأخيرة، وعن طبيعة رعاية السيدات الحوامل المصابات بفيروس كورونا في هذه الظروف.

وحدة العناية المركزة

قالت الدكتورة أكيلا إنها "لم يسبق أن كان لديها هذا العدد الكبير من [المرضى] في وحدة العناية المركزة بالمستشفى في وقت واحد".

كذلك تروي الدكتورة كيف أن المستشفى "لم يشهد ارتفاعاً كبيراً كهذا في عدد الحالات في صيف 2020، ولا حتى ما شهده الآخرون من أعداد إصابات كبيرة في شتاء 2020 ومطلع عام 2021″، وأضافت أن "هذا الارتفاع الحاد مع الموجة الجديدة يمكن إرجاعه في الغالب إلى سلالة دلتا المتحورة. فنحن إذا نظرنا إلى ما [شهدناه في] الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران، سنجد أنه كان مستوى يمكن السيطرة عليه من أعداد الإصابات. وبعد ذلك، بدأنا في نهاية يوليو/تموز نشهد زيادة طفيفة في عدد الحالات وخطورة أكبر للإصابات".

مع ذلك، توضح الدكتورة أكيلا أن "معدل المرضى الذين تتحسن حالتهم ويبقون على قيد الحياة جيدة حقاً، مع الأخذ في الاعتبار أعداد العاملين الطبيين وقدر الموارد المتاحة وكل هذه الأشياء. لكنها ليست جيدة بما فيه الكفاية، لأن المستشفى لم يعد لديه أي أسرة عناية مركزة".

تحدٍّ يواجهه الأطباء

في سياق متصل تشير الدكتورة إلى أن التحدي الذي يخوضه الأطباء الآن مع السيدات الحوامل المصابات بفيروس كورونا "أصعب قليلاً مما يواجهونه عادة، إذ يتعين علينا التعامل مع مريضين بدلاً من مريض واحد، وما نفعله لأحدهما قد يضر الآخر… أغلب المريضات يردن فعل كل شيء من أجل الطفل، لكن هذا أمر شديد الصعوبة عندما تكون على علم بأن بعض تلك الأشياء التي تُفعل من أجل الطفل تعرِّض حياة الأم للخطر حقاً".

تتابع الدكتورة: "من الصعوبة بمكان التحدث إلى مريضة فيما هي تخضع للقنية الأنفية التي تحتاج إليها لزيادة تدفق الهواء إلى جهازها التنفسي، وتكافح من أجل التنفس. وأنت تريد أن تسألها: (حسناً، ماذا تريدين أن نفعل بعدما يضعون هذا الأنبوب في حلقك؟ هل تريدين أن نجري عملية قيصرية لإنقاذ طفلك؟ هذا قد يؤذيك، قد تموتين… هل نعطيكي الأولوية؟ أم نركِّز على إنقاذ الطفل؟)".

كذلك تشير الدكتورة إلى أنه "في كثير من الأحيان تخضع هؤلاء النساء للتنبيب، ولا يستطيع المرء أن يتصور كم هو مرعب أن تستيقظ فجأة، وتعلم أن لديك طفلاً وأنت لا تدري حقاً ما الذي يدور حولك. يبدو الأمر مرعباً، لكن هذا ما يحدث".

خطورة عدم تلقي اللقاح

في المقابل تشدد الدكتورة على أن الأمر "حتى لأولئك الذين اعتادوا متابعة 30 مريضاً أو نحو ذلك في اليوم الواحد، وأصبحوا يرون الآن 40 حالة في وحدة العناية المركزة، فإن الأمر يشكِّل تحدياً لهم. إنه أمر منهك عقلياً ومنهك جسدياً".

وتلفت الدكتورة إلى خطورة عدم تلقي اللقاح، فتقول: "هناك فارق شاسع بين حالة النساء الحوامل اللواتي تلقين اللقاح، وبين النساء الحوامل غير الملقحات… فالمريضات اللواتي تلقين اللقاح موجودون في طوابق المخاض وقد يحتجن إلى أكسجين إضافي، أما غير المحصنات فهن في وحدة العناية المركزة. المستشفى ليس بها مريضة واحدة تلقت جرعتي اللقاح واحتاجت إلى الدخول إلى العناية المركزة".

في حين تخلص الدكتورة من ذلك إلى القول: "كل ما يمكنني قوله: تلقَّوا التطعيم… لا أقول إن ذلك يعني أنك أصبحت محصناً ضد الإصابة بالفيروس، أو نقل العدوى إلى أحد أصدقائك، لكن آمل في أن يبقيك هذا خارج وحدة العناية المركزة" إذا أُصبت بالفيروس.

تحميل المزيد