أعلنت حركة "النهضة" التونسية، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، رفضها الواضح لـ"أي محاولة للتشهير" بعائلة الرئيس قيس سعيد، متعهدة باتخاذ "الإجراءات التأديبية" ضد أي عضو بها تثبت من خلال تدويناته "الإساءة لأي كان والابتعاد عن أخلاقيات الخطاب السياسي".
جاء ذلك في بيان للحركة، صاحبة أكبر كتلة برلمانية، والتي نوهت إلى أن هذا الموقف يأتي "تبعاً لما جاء في خطاب السيد رئيس الجمهورية (الجمعة 20 أغسطس/آب) من تهجم بعض الأطراف على شخصه الكريم، أو تعرض لعائلته المحترمة".
فيما جددت الحركة "التأكيد على ضرورة النأي بالخطاب السياسي عن الشحن والتجييش والتحريض، واحترام هيبة مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية".
كما عبّرت "النهضة" عن تضامنها التام مع عائلة رئيس الجمهورية، "إزاء أي محاولة للتشهير بها، أو إقحامها في التجاذبات، ورفضنا لهذا السلوك المشين، لما فيه من انتهاك للحرمات، والمواثيق الأخلاقية، والقوانين والقيم التي ينبني عليها مجتمعنا".
في حين أضافت: "نؤكد استعدادنا لاتخاذ الإجراءات التأديبية ضد أي من قواعدنا يثبت من خلال تدويناته الإساءة لأي كان والابتعاد عن أخلاقيات الخطاب السياسي".
كذلك شدّدت "النهضة" على أن "الخروج من الأزمة الراهنة لا يكون إلا بالحوار الشامل، بعيداً عن الإقصاء".
منذ فترة، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، وخاصة موقع "فيسبوك"، انتقادات متبادلة لسعيد وقيادات في "النهضة" بين أنصار الطرفين بلغت حد السباب والشتائم.
"الكشف عن المؤامرات"
كانت حركة النهضة قد طالبت، السبت، أجهزة الدولة الأمنية والقضائية، بـ"القيام بما يلزم" للكشف عن "المؤامرات" التي تحدث عنها سعيد، وذلك غداة اتهام الرئيس، مساء الجمعة، أطرافاً سياسية "مرجعيتها الإسلام" (لم يسمها) بالسعي إلى ضرب الدولة والقيام بمحاولات تصل إلى حد التفكير بالاغتيال والقتل وسفك الدماء.
حيث أوضحت الحركة أن دعوتها أجهزة الدولة للقيام بذلك، تهدف إلى "تحديد المسؤوليات وطمأنة الرأي العام وتحصين الأمن القومي التونسي"، محذرة من "كل المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تعمل على جرّ البلاد إلى عدم الاستقرار والحدّ من الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين".
كما أعربت الحركة عن "انشغالها الشديد بما ورد في كلمة الرئيس سعيد من إشارة إلى وجود مؤامرات خطيرة تهدد أمن البلاد والأمن الشخصي له"، معبّرة عن استنكارها "لتلك المؤامرات وإدانتها لها، وتنبيه عموم التونسيين إلى خطورتها وتداعياتها".
"القبض على إرهابي"
إلى ذلك، أفادت صحيفة "الشروق"، اليومية التّونسية الخاصة، في وقت سابق من يوم الأحد، بأن وحدات أمنية ألقت القبض على "إرهابي كان يخطط لتنفيذ عملية تستهدف الرئيس سعيّد" أثناء أداء زيارة مرتقبةٍ لمدينة ساحلية.
وقالت الصحيفة التّونسية إن "الأبحاث انطلقت بعد القبض على المتهم في السّاعات القليلة الماضية وهو موقوف الآن ورهن التّحقيق".
بينما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات بخصوص ما ذكرته الصحيفة.
يشار إلى أن الرئيس التونسي كان قد صرّح بأنه "بالنسبة إلى هؤلاء الذين يتحدثون آناء الليل وأطراف النهار ويتعرضون للأعراض ويكذبون ويقولون إن مرجعيتهم هي الإسلام، ليتذكروا مقولة (قل الحق ولو كان على نفسك)".
سعيد أردف: "أين هم من الإسلام ومن مقاصد الإسلام، كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون، والكذب من أدوات السياسة".
فيما تعاني تونس من أزمة سياسية حادة منذ أن قرر سعيد، في 25 يوليو/تموز الماضي، تجميد البرلمان، برئاسة راشد الغنوشي رئيس "النهضة"، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة رئيس الحكومة، هشام المشيشي، على أن يتولى بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.
لكن غالبية الأحزاب، وبينها "النهضة"، رفضت تلك القرارات، واعتبرها البعض "انقلاباً على الدستور"، بينما أيدتها أحزاب أخرى رأت فيها "تصحيحاً للمسار"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية (جائحة كورونا).