كشفت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، أن طائرة النقل العسكرية التي أقلعت الأحد 15 أغسطس/آب، من كابل، واشتهرت بصورة لمئات الأفغان المكدسين داخلها حملت على متنها عدداً غير مسبوق بلغ 823 مسافراً، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت التقديرات الأولية قد أفادت بوجود 640 أفغانياً نُقلوا على متن حافلات صغيرة فوق المدرج، لكنّه تبين لاحقاً أنه لم يتم الأخذ في الحسبان 183 طفلاً كانوا يجلسون في أحضان أهاليهم، وفق توضيح صادر عن القيادة الجوية العسكرية.
رقم قياسي لطائرة عسكرية أمريكية
نشرت وسائل التواصل الاجتماعي صورة هؤلاء الأفغان، بعضهم يحمل أمتعة والبعض يُرضع أطفالاً برضاعات اصطناعية. ويعدّ هذا الرقم قياسياً بالنسبة لطائرة نقل عسكرية من طراز (سي-17 غلوب ماستر)، لأنه يمثّل أكثر من ضعف قدرتها الاستيعابية.
فيما نقلت شركة بوينغ المصنعة لهذه الطائرات أن الطائرة (سي-17 جلوب ماستر 3) حمولتها 134 راكباً، يشغلون 54 مقعداً على الجانبين، و80 يجلسون على منصات صغيرة على الأرض.
كان الكثير من الركاب قد تسلقوا جسم الطائرة عبر سلم بباب غير مفتوح بشكل كامل، قبل أن تنطلق الطائرة في رحلتها إلى قطر، في واحدة من أكبر حمولات الركاب على الإطلاق بهذه الطائرات، حسبما أفاد موقع (دفنس وان) الأمريكي لأخبار الدفاع والأمن.
أكدت القيادة العسكرية الأمريكية أن الطائرة "نقلت بسلام 823 أفغانياً من مطار حامد كرزاي الدولي"، وذلك في محاولة للتقليل من التسرع والفوضى الذي ساد عمليات الإجلاء.
فيما قال الجنرال هانك تيلور نيابة عن البنتاغون إن هذه الصورة "تشهد على إنسانية جنودنا في مهمتهم".
الإسراع بإجلاء الأجانب من كابل
قال مسؤولون أمريكيون لرويترز، الجمعة، إن من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة إمكانية هبوط رحلات الإجلاء من كابول في مواقع بأوروبا، بعد وصول أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط في قطر إلى طاقتها القصوى.
إذ تبذل الولايات المتحدة جهوداً مضنية لإجلاء الآلاف من أفغانستان، مع تزايُد التقارير عن أعمال انتقامية من جانب طالبان ضد الأفغان الذين تعاونوا مع القوات بقيادة الولايات المتحدة، وهو ما اضطر القوى الأجنبية إلى تسريع جهود الإجلاء.
لكن مسؤولين قالوا إنه لم تقلع أي طائرة في رحلات إجلاء من كابول على مدى بضع ساعات، الجمعة، لعدم توفر مكان يذهبون إليه بعد زيادة التدفق في قاعدة العديد الجوية في قطر، مقر القيادة المركزية الأمريكية التي تستضيف بالفعل 8 آلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
قال مسؤول كبير في الإدارة إن القائد الأمريكي على الأرض أصدر أمراً باستئناف الرحلات، بينما قال حلف شمال الأطلسي إن أكثر من 18 ألفاً تم إجلاؤهم منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية يوم الأحد الماضي.
إذ أوضح المسؤول الأمريكي، الذي رفض نشر اسمه، أن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية قد يشمل المزيد من الوجهات، بما فيها البحرين، لكن تم اختيار أوروبا لسهولة توفير الإمدادات اللوجستية عن المناطق الأخرى في العالم.
كما قال أحد المسؤولين إن الرحلات ستتجه على الأرجح إلى غرب أوروبا وجنوبها.
فيما أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان أن برلين اتفقت مع واشنطن على إيواء من يتم إجلاؤهم بشكل مؤقت في قاعدة رامشتاين الجوية. ولم يتضح على الفور ما هي الدول الأوروبية الأخرى التي ستشارك في هذا الجهد.