قال مسؤول بحركة طالبان، السبت 21 أغسطس/آب 2021، إن الحركة باشرت التحقيق في تقارير عن قيام بعض أعضائها بارتكاب أعمال انتقامية وفظائع، مؤكداً أن الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها وستعاقب المتجاوزين من أفرادها.
وفي تصريح لوكالة رويترز، أشار المسؤول، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن الحركة تخطط لإعداد نموذج جديد لحكم أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ومرّ أسبوع فقط منذ استكمال طالبان سيطرتها السريعة على البلاد ودخولها في نهاية الأمر كابول، الأحد الماضي، دون إطلاق رصاصة واحدة، فيما تواصل القوات الامريكية إجلاء رعاياها وبعض المتعاونين الأفغان من مطار كابول، المكتظ بالهاربين من حكم طالبان.
منذ ذلك الحين أبلغ مواطنون أفغان وجماعات إغاثة دولية عن أعمال انتقامية قاسية ضد الاحتجاجات، واعتقال أولئك الذين شغلوا مناصب حكومية سابقاً، أو انتقدوا طالبان، أو عملوا مع الأمريكيين.
تعهد بالتحقيق
من جانبه، قال المسؤول "سمعنا عن ارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين، لو كان (أعضاء) طالبان يفعلون هذه المشاكل المتعلقة بالقانون والنظام فسيتم التحقيق معهم".
وأضاف "يمكننا تفهُّم حالة الذعر والتوتر والقلق. الناس يعتقدون أننا لن نخضع للمُساءلة، لكن هذه ليست الحقيقة".
ورغم سعي طالبان لتقديم وجه أكثر اعتدالاً منذ سيطرتها السريعة على السلطة الأسبوع الماضي، فإنها حكمت أفغانستان بقبضة من حديد من عام 1996 إلى عام 2001، قبل أن تطيح بها قوات كانت تقودها الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول أن الإطار الجديد لحكم البلاد لن يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي، لكنه "سيحمي حقوق الجميع".
وقال إن "خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة."
وذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية. وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلاً إنه فعل ذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
جاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
حيث تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.