عززت معلومات جديدة تم الكشف عنها حول متلازمة "هافانا" ذات الأعراض الصحية الغامضة، والتي أصيب بها مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون في الآونة الآخيرة، من فرضية ارتباط روسيا بشن هجمات.
المعلومات التي نقلتها صحيفة The Times البريطانية الخميس 19 أغسطس/آب 2021، تشير إلى أن مسؤولَي السفارة الأمريكية في برلين، اللذين أصيبا مؤخراً بالأعراض الصحية الغامضة كانا يعملان في مشروعات تتعلق بالدولة الروسية.
فقد قالت الصحيفة إن إحدى الموظفات في فريق السفارة المعني بالتصدي للهجمات الإلكترونية الروسية وموظفاً آخر مكلفاً بإحباط الخطط الروسية المتعلقة بخط أنابيب "نورد ستريم 2" Nord Stream 2 كانا أُعيدا إلى الولايات المتحدة، بعد أن بدا أنهما قد استُهدفا في منزليهما، كما أصيب بعض أفراد أسرتيهما المخالطين لهما بالأعراض المرضية ذاتها.
فيما تتطابق الأعراض، التي شملت الغثيان والصداع الشديد وآلام الأذن والتعب والأرق والخمول، مع تلك التي شوهدت لأول مرة في عام 2016 بين الدبلوماسيين الأمريكيين في كوبا.
وقد لوحظت حالات مماثلة منذ ذلك الحين في الصين وروسيا والنمسا، إضافة إلى حالات أخرى غير مؤكدة في بولندا وتايوان وجورجيا، وحتى واشنطن.
وقال بعض المسؤولين الأمريكيين إن الإصابات قد تكون ناجمة عن هجمات تستخدم طاقة التردد الراديوي، مثل الموجات الإشعاعية للميكروويف.
أعراض غامضة
وأشار مريض نُقل مؤخراً من موقع عمله في إحدى العواصم الأوروبية إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري الأمريكي في ولاية ماريلاند، إلى أنَّ الأطباء هناك جاء تشخيصهم لأعراض إصابته الدماغية مماثل للأعراض التي تُرى لدى الأشخاص الذين تعرضوا لموجات صدمية من انفجارات.
وقال المريض لصحيفة The Wall Street Journal إن الأعراض سبقتها آلام حادة في الأذن وضوضاء عالية وطنين في الأذنين.
من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية توثيقَ ظهورِ حالات إصابة بالمتلازمة في برلين، لكنها قالت إن التحقيق في "الحوادث الصحية الغامضة" كان أولوية شُكِّل فريق عمل للتعامل معها.
فيما قال نيد برايس، المتحدث باسم السفارة، إن "جهوداً كبيرة" تُبذل للكشف عن سبب الإصابة بتلك الأعراض، ومن أجل "توفير مستوى الرعاية والتواصل والتقييم الذي يحتاج إليه موظفونا، ويستحقونه".
كان وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كشف الشهر الماضي، أن نحو 100 ضابط وفرد من عائلاتهم كانوا من بين 200 مسؤول أمريكي وأقاربهم ظهرت عليهم أعراض الإصابة بمتلازمة هافانا. وقال بيرنز إن فريق التحقيق في هذه الهجمات يرأسه ضابط بارز سبق له أن قاد عملية البحث عن أسامة بن لادن.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها على علم بالتقارير الأمريكية، لكن ليس لديها معلومات خاصة بها.
جاءت أنباء الهجوم على موظفي السفارة الأمريكية في برلين بعد اعتقال ديفيد سميث، وهو رجل كان يعمل بالسفارة البريطانية في العاصمة الألمانية، الأسبوع الماضي للاشتباه ببيعه معلومات لروسيا.
يقول مسؤولون أمريكيون إن عمليات التجسس شهدت تصاعداً في السنوات الأخيرة مع تدهور العلاقات بين روسيا والغرب. وإحدى أبرز القضايا التي عُنيت بها هذه العمليات هي محاولة جمع معلومات عن مشروع بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 لضخ الغاز الروسي تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا.
يُذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا توصلتا الشهر الماضي إلى اتفاق يسمح باستكمال خط الأنابيب رغم الانتقادات الأمريكية السابقة بأن المشروع سيمنح الكرملين نفوذاً متزايداً في أوروبا على حساب أوكرانيا، التي كانت الطريق الرئيسي لصادرات الغاز الروسي.