كشفت صحيفة BILD الألمانية، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، أن الجيش الألماني شحن آلافاً من علب "النبيذ" من أفغانستان عوض إجلاء الأفغان الذين تعاونوا معه، والراغبين في مغادرة البلاد؛ خوفاً من سيطرة حركة طالبان "السريعة" على البلاد.
حيث وجهت الصحيفة انتقادات حادة للحكومة الألمانية، بسبب "فشلها في إجلاء موظفي الدعم الأفغان" قبل سيطرة طالبان على كابول، واصفةً ما أقدمت عليه الحكومة بـ"الأمر المُخزي".
وقالت الصحيفة إن طائرة تابعة لقوات الجو الألمانية غادرت مطار كابول، ولم تقلّ سوى 7 ركاب، وهو ما أثار حالة من الفضول لدى الصحيفة التي كشفت أن الجيش فضَّل شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا، على ترحيل مئات الأفغان المتعاونين مع ألمانيا.
واستنكرت الصحيفة موقف الحكومة الألمانية من "أولئك الذين عملوا لسنوات عديدة لفائدة ألمانيا وخاطروا بحياتهم من أجلها"، مشيرة إلى أن "قيمتهم على ما يبدو، أقل من عُلب الجعة"، حسبما وصفت.
من جانبه، انتقد كريستوف هوفمان، النائب عن الحزب الديمقراطي الحر المعارض، وزير الخارجية هايكو ماس؛ لارتكابه "أخطاء فادحة وفشله في إعطاء الأولوية لإجلاء الأفغان" الذين عملوا في الوزارات والوكالات الألمانية لسنوات عديدة.
إجلاء الآلاف من المتعاونين
وقد أوقع السقوط المفاجئ لكابول في قبضة حركة طالبان وسيطرتها على أفغانستان بالكامل تقريباً، الدول الأجنبية، خصوصاً أمريكا، في ورطة، بسبب المتعاونين الأفغان الذين عملوا إلى جانب قوات التحالف طيلة 20 عاماً من الحرب التي خاضتها واشنطن منذ 2001.
على مدى الأسبوع الحالي، نقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً للوضع الكارثي في مطار كابول الدولي، حيث يحاول آلاف الأفغان الهروب من بلادهم، وبينما نجح البعض في حجز مكان له على متن الطائرات العسكرية الأمريكية أو غيرها، تسببت محاولة البعض في الفرار بموتهم أو عودتهم خائبين.
يُذكر أن "طالبان" استولت على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.