فرنسا تضع شروطاً للاعتراف الدولي بطالبان.. حددتها في 5 مطالب بينها تشكيل حكومة مؤقتة

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/19 الساعة 05:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/19 الساعة 05:56 بتوقيت غرينتش
عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياس لطالبان والزعيم الفعلي للحركة الصورة ضمن وفد طالبان في مفاوضات الدوحة/الثاني في يسار الصورة، رويترز

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، أنّه يتعيّن على حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان التقيّد بخمسة شروط مسبقة لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي.

لودريان قال في مقابلة مع شبكة "بي إف إم تي في" الإخبارية الفرنسية ونقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية: "أعلم أنّهم (طالبان) يبذلون جهوداً كثيرة في محاولة للحصول على اعتراف دولي، لكن لا يكفي إصدار تصريحات نقرأها هنا وهناك بشأن احترام حقوق المرأة، فالمطلوب هو أفعال"، وأضاف: "إذا كان الجيل الجديد من طالبان يريد اعترافاً دولياً (…) فيتعيّن عليهم أولاً أن يسمحوا بخروج الأفغان الذين يريدون مغادرة هذا البلد لأنهم خائفون، ومن ثم عليهم أن يحُوْلوا دون أن يصبح بلدهم ملاذاً للإرهاب، يجب عليهم أن يثبتوا ذلك بشكل ملموس للغاية".

وتابع الوزير الفرنسي تعداد الشروط بقوله إنّه يجب على طالبان أيضاً "أن يسمحوا بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، ويجب عليهم أيضاً أن يحترموا الحقوق، ولا سيّما حقوق المرأة. إنّهم يصرّحون بذلك ولكن يجب أن يفعلوه"، أما الشرط الخامس والأخير وفقاً للودريان فهو "أن يشكّلوا حكومة انتقالية".

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الشروط يجب أن تحققها الحركة للحصول على اعتراف دولي، وتابع: "يجب عليهم أن يقوموا بهذه الإجراءات، فهي لم تتحقّق حتى الآن".

وحذّر لودريان طالبان من أنّهم إذا لم يلبّوا هذه المطالب "فسيكونون منبوذين من المجتمع الدولي، وسيتعيّن جعلهم يعيشون وضع المنبوذين هذا (…) سيتطلّب الأمر قدراً كبيراً من الحزم".

ماكرون يعلق على سيطرة طالبان على أفغانستان 

ويأتي هذا بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معلقاً على انتصار طالبان في أفغانستان، إنه يجب  ألا تصبح أفغانستان مجدداً ملاذاً "للإرهاب كما كانت من قبل"، كما أكد أن تحرك بلاده "يهدف أولاً إلى مواصلة مكافحة الإرهاب الإسلامي بكل أشكاله"، على حد قوله.

الرئيس الفرنسي أضاف، في كلمة متلفزة، أن الإسلاميين المتشددين سوف يسعون للاستفادة من الاضطرابات في أفغانستان، مضيفاً أن فرنسا ستبذل قصارى جهدها لضمان تعاون روسيا والولايات المتحدة وأوروبا من أجل تحقيق هدف مشترك.

ماكرون دعا المجتمع الدولي إلى رد موحد ومسؤول، مضيفاً: "إنه رهان من أجل السلام والاستقرار الدوليين ضد عدو مشترك، الإرهاب ومن يدعمونه"، وتابع ماكرون قائلاً، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية: "سنقوم بكل ما هو ممكن لتتمكن روسيا والولايات المتحدة وأوروبا من التعاون بفاعلية، لأن مصالحنا واحدة".

كذلك أعلن ماكرون مبادرة مع الدول الأوروبية "لاستباق موجات هجرة واسعة تغذي التهريب بكل أنواعه".

كما أعلن ماكرون إطلاق مبادرة بالتشارك مع ألمانيا ودول أوروبية أخرى "لبلورة رد صلب ومنسق وموحد"، داعياً إلى "تضامن في الجهود وتجانس في معايير الحماية وإقامة آليات تعاون مع دول العبور".

كما أكد ماكرون ضرورة إجلاء المتعاملين مع فرنسا في أفغانستان قائلاً: "لقد وصل نحو 800 شخص إلى الأراضي الفرنسية. (لكن) عشرات ما زالوا هناك.. وسنبقى مستنفرين بالكامل من أجلهم".

انتصار طالبان

وأقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم  يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.

وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة، بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة في غياب الدعم الأمريكي.

كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".

من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

تحميل المزيد