بعد رسائل الطمأنة التي وجهتها حركة طالبان عقب سيطرتها على أفغانستان، بعملها على احترام حقوق المرأة ومنحها الحق في الدراسة والعمل، أعلن مسؤول بارز في الحركة موقفها من إجبار النساء على ارتداء البرقع كما كان عليه الحال قبل 20 عاماً حين كانت تسيطر على البلاد.
إذ أكّد سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أن ارتداء البرقع لن يكون إلزامياً كما كانت الحال حين حكمت الحركة أفغانستان قبل أكثر من عقدين، لكن على المرأة وضع حجاب.
شاهين قال لشبكة (سكاي نيوز) البريطانية: "البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي (يمكن) الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب"، ولم يحدّد شاهين نوع الحجاب الذي يستوجب على المرأة الالتزام به.
كما سعى شاهين إلى طمأنة الأفغان حول هذا الموضوع لا سيّما مع تزايد التكهنات بمصير النساء بعد هيمنة طالبان على البلاد.
مسؤول طالبان أوضح أن النساء "يمكنهن التعلم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، وهذا يعني الجامعة. لقد أعلنا هذه السياسة في المؤتمرات الدولية ومؤتمر موسكو وهنا في مؤتمر الدوحة" التي استضافت محادثات سياسية.
أضاف سهيل شاهين أن آلاف المدارس في المناطق التي استولت عليها طالبان ما زالت تعمل.
تطمينات حركة طالبان للغرب
كما أعلنت حركة طالبان الأفغانية، الثلاثاء، أنها تريد علاقات سلمية مع الدول الأخرى، وأنها ستحترم حقوق النساء في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية، في أول مؤتمر صحفي رسمي منذ الاستيلاء الصادم على كابول.
حسب ما ذكرته رويترز، فإن تصريحات طالبان، التي تفتقر إلى التفاصيل لكن تشير إلى موقف أكثر ليونة مما كانت عليه خلال حكمها قبل 20 سنة، جاءت بينما استأنفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إجلاء الدبلوماسيين والمدنيين بعد يوم من مشاهد فوضى في مطار كابول عندما كان مئات الأفغان يتلهفون على الفرار.
بينما تسارع الدول الأجنبية لإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين من أفغانستان، تجري تقييماً لكيفية التعامل مع الوضع المتغير على الأرض بعد أن تبخرت القوات الأفغانية في أيام بجانب ما تنبأ به كثيرون من ضياع مرجح لحقوق النساء.
خلال حكمها لأفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 في ظل الشريعة الإسلامية أيضاً، منعت طالبان النساء من العمل وفرضت عليهن عقوبات تصل إلى الرجم العلني. ومنعت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدارس وفرضت على النساء ارتداء البرقع الذي يغطي الجسم كله إذا خرجن من البيوت.
طالبان "لا تريد أعداء"
قال أبرز المتحدثين باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد الذي عقد المؤتمر: "لا نريد أي أعداء داخليين أو خارجيين". وقال مجاهد إنه سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة وسيكنّ "نشِطات للغاية في المجتمع لكن في حدود مبادئ الشريعة الإسلامية".
رداً على ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفاني دوجاريك للصحفيين في نيويورك: "سنحتاج إلى رؤية ما سيحدث فعلاً وسنحتاج إلى رؤية أفعال على الأرض بشأن تنفيذ الوعود".
بحسب بيان للأمم المتحدة، سيعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية جلسة خاصة في جنيف الأسبوع المقبل لبحث "المخاوف الخطيرة بشأن حقوق الإنسان" بعد سيطرة طالبان على البلاد.
بينما قال الاتحاد الأوروبي إنه سيتعاون فقط مع الحكومة الأفغانية بعد عودة طالبان إلى الحكم إذا احترمت الحقوق الأساسية بما فيها حقوق النساء.
مخاوف النساء وتطمينات الحركة
صدرت أوامر لعدد من النساء بترك وظائفهن خلال تقدم طالبان السريع في أنحاء أفغانستان. وتخشى أفغانيات من أن الواقع يمكن أن يكون مختلفاً عما يقوله متشددو طالبان، لكن بعضهن أبدين تحدياً.
تنظر باشتانا دوراني، الناشطة في مجال تعليم الفتيات الأفغانيات، بحذر إلى وعود طالبان.
قالت دوراني (23 عاماً) لرويترز: "عليهم الوفاء بوعودهم. والآن هم لا يفعلون ذلك". وكانت تشير إلى تطمينات طالبان بالسماح للفتيات بالذهاب للمدارس.
بينما قال المتحدث باسم طالبان إن الحركة لن تسعى للقصاص من الجنود السابقين والحكومة الموالية للغرب، مضيفاً أن الحركة تعفو عن الجنود الحكوميين والمتعاقدين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الدولية.
مضى قائلاً لهم: "لن يؤذيكم أحد، لن يطرق أبوابكم أحد". وأضاف أن الفرق ضخم بين طالبان الآن وطالبان منذ 20 عاماً.
كما قال مجاهد إن وسائل الإعلام الخاصة يمكنها مواصلة العمل بحرية واستقلال في أفغانستان، مضيفاً أن طالبان ملتزمة بحرية الإعلام في حدود الإطار الثقافي للحركة.
قال أيضاً إن الأسر التي تحاول الفرار من أفغانستان في المطار يجب أن تعود إلى منازلها ولن يحدث لها شيء.