أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن خيبة أملهم إزاء التطورات في أفغانستان، ومن المقرر أن يعقد المشرعون جلسة استماع لمناقشة أخطاء إدارتي الرئيسين؛ السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021.
يأتي ذلك على خلفية سقوط حكومة الرئيس أشرف غني في أفغانستان، وسيطرة حركة "طالبان" على السلطة قبل إتمام الانسحاب الأمريكي من البلاد، عقب التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وحركة طالبان في الدوحة يقضي بانسحاب أمريكا مقابل وقف العنف وعقد مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.
"فشل" إدارتي بايدن وترامب
قال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن "أحداث الأيام الأخيرة أصبحت ذروة لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية خلال الـ20 عاماً الماضية".
أضاف: "نحن نرى الآن النتيجة الرهيبة للسنوات من الإخفاقات في المناهج السياسية وإخفاقات الاستخبارات".
أكد مينينديز أن لجنته ستجري جلسة استماع حول السياسات الأمريكية في أفغانستان، بما في ذلك مفاوضات إدارة ترامب مع "طالبان" وتنفيذ إدارة بايدن لخطة الانسحاب، دون أن يقدم أية معلومات عن تاريخ عقد الجلسة.
بدوره، أكد السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أنه يعتزم العمل مع لجان أخرى "لطرح أسئلة صعبة ولكن ضرورية" حول أسباب عدم استعداد الولايات المتحدة لمثل هذا التطور في أفغانستان.
من جهة أخرى، واصل الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس انتقاد سياسات إدارة بايدن في أفغانستان.
قال الجمهوريون في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي في رسالة إلى البيت الأبيض يوم الثلاثاء، إن "الأزمة الأمنية والإنسانية التي تتطور الآن في أفغانستان كان من الممكن تجنبها في حال قمتم بوضع خطط ما".
شعبية بايدن تتهاوى بسبب أفغانستان
منذ مايو/أيار الماضي، بدأت "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
سيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريباً، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
بينما أظهر استطلاع لرويترز/إبسوس تراجع التأييد للرئيس جو بايدن سبع نقاط مئوية ووصوله إلى أدنى مستوى له حتى الآن مع انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع في اضطراب دفع آلاف المدنيين والمستشارين العسكريين الأفغان إلى الفرار من أجل سلامتهم.
وجد استطلاع الرأي العام، الذي أجري يوم الاثنين 16 أغسطس/آب، أن 46% من الأمريكيين البالغين يوافقون على أداء بايدن في منصبه فيما يعد أدنى مستوى تم تسجيله في استطلاعات الرأي الأسبوعية التي بدأت عندما تولى بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني.
كانت هذه النسبة منخفضة أيضاً عن نسبة 53% أبدت تأييدها لبايدن خلال استطلاع مماثل لرويترز/إبسوس يوم الجمعة. وتراجعت شعبية بايدن بعد أن دخلت طالبان العاصمة كابول منهية وجوداً عسكرياً أمريكياً استمر 20 عاماً وكلف دافعي الضرائب تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح الأمريكية.
لكن غالبية الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء قالوا إن الفوضى مؤشر على أن الولايات المتحدة كان يجب أن تغادر.