نشر دافيد مارتينون، السفير الفرنسي في العاصمة الأفغانية كابول، الأحد 15 أغسطس/آب 2021، مقطع فيديو على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة إجلائه من العاصمة الأفغانية، عقب إعلان حركة طالبان سيطرتها عليها وعلى مبانيها الحكومة، بالإضافة إلى اقتحام القصر الرئاسي.
ويظهر مارتينون، في المقطع المصور وهو يغادر على عجل كابول على متن طائرة هليكوبتر، رفقة عدد من أفراد أسرته، وموظفي السفارة وترافقهم قوات فرنسية خاصة تؤمن لهم الحماية.
وقد لقي شريط السفير الفرنسي، تفاعلاً واسعاً على تويتر، وتشاركه الآلاف من الفرنسيين، بينما تتابع أوروبا بقلق كبير التطورات الميدانية في أفغانستان، التي بسطت فيها طالبان سيطرتها.
إجلاء الفرنسيين والأفغان
في وقت سابق من اليوم الأحد، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، نقل سفارتها ودبلوماسييها إلى مطار كابول الدولي، تزامناً مع دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول.
قالت الوزارة، في بيان إنها "ستنشر تعزيزات عسكرية وعتاداً جوياً في الإمارات، لتنفيذ عمليات الإجلاء من أفغانستان إلى أبوظبي، ومن ثم إلى باريس".
وستعمل السفارة بالتعاون مع مركز الدعم والأزمات على تسهيل إجلاء الفرنسيين والأفغان المعرضين للخطر، وفق البيان.
كما أكدت الوزارة أنها "ستواصل إصدار تأشيرات دخول من قبل بعثتها في المطار، إلى الأفغان من المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين والفنانين والصحفيين المعرضين للتهديد".
منذ مايو/أيار الماضي، تمت إعادة ما يقرب من 600 موظف أفغاني معرضين للخطر من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية إلى فرنسا.
في يوليو/تموز الماضي، علقت فرنسا ودول أوروبية أخرى طرد المهاجرين الأفغان، الذين فشلوا في الحصول على حق اللجوء.
ماكرون يراقب التطورات
في غضون ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن الرئيس إيمانويل ماكرون "يراقب عن كثب التدهور المقلق للغاية في أفغانستان".
كما أضاف البيان أن ماكرون "سيترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع بشأن الوضع في أفغانستان، الإثنين".
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت قناة "كابول نيوز" المحلية، أن الرئيس الأفغاني أشرف غني وصل إلى سلطنة عُمان بعد طاجيكستان، وذلك بالتزامن مع استيلاء حركة "طالبان" على عاصمة البلاد كابول.
من جهتها، كشفت حركة "طالبان" أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
واستولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً في ما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
يذكر أنه منذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.