أعلن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، أن وزير الدفاع، لويد أوستن، أجاز إرسال كتيبة جديدة لتأمين مطار كابول، ليرتفع عدد القوات التي تتولى تأمين عملية الإجلاء إلى نحو ستة آلاف جندي.
كيربي أضاف، في إفادة صحفية، أن القوات الأمريكية تعمل مع القوات التركية والقوات الدولية الأخرى لتطهير مطار كابول؛ للسماح باستئناف رحلات الإجلاء الدولية.
"وجهاً لوجه"
في غضون ذلك، أفاد مسؤول أمريكي، الإثنين، بأن قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكينزي، التقي قادة حركة طالبان "وجهاً لوجه".
إذ نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية عن المسؤول- لم تكشف عن هويته- قوله إن قائد القيادة المركزية "طلب من قادة طالبان ألا يشتبك مسلحو الحركة مع القوات الأمريكية، في إطار التدخل بعمليات الإجلاء التي يقودها الجيش الأمريكي بمطار كابول".
في السياق، قالت مصادر للوكالة الأمريكية: "7 أشخاص لقوا مصرعهم على خلفية الفوضى التي اندلعت بمطار كابول"، في أعقاب إعلان طالبان سيطرتها على أفغانستان.
بينما يتوغل مقاتلو طالبان في عمق العاصمة الأفغانية كابول، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إن العاملين بسفارة الولايات المتحدة في كابول، كبرى السفارات في العالم، يتم نقلهم إلى مطار كابول؛ "لضمان قدرتهم على العمل بأمن وأمان".
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كان قد أعلن، السبت، أن ألف جندي أمريكي إضافي سينضمون إلى نحو أربعة آلاف جندي موجودين بالفعل في أفغانستان للمساعدة في الانسحاب المتزايد للقوات الأمريكية.
كما سمحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإرسال ألف جندي إضافي، الأحد؛ للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين، والأفغان الذين عمِلوا معهم من كابول، لتوسع بذلك الوجودَ الأمني على الأرض إلى زهاء ستة آلاف جندي خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.
نقل جميع موظفي السفارة الأمريكية
حيث ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من الإثنين، أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأمريكية في كابول إلى المطار ومن ضمنهم السفير روس ويلسون بطائرات هليكوبتر، وذلك انتظاراً لإجلائهم، مضيفاً أنه جرى إنزال العلم الأمريكي من مجمع السفارة.
في وقت سابق من الإثنين، احتشد آلاف المدنيين المستميتين على الفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابول بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة؛ مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء، مع تعرُّض الولايات المتحدة لانتقادات متصاعدة في الداخل بشأن انسحابها من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
حيث تدفقت حشود على المطار سعياً للفرار، ومن بينهم من تعلَّق بطائرة نقل عسكرية أمريكية، بينما كانت تسير على المدرج، حسبما ظهر في لقطات نشرتها وسائل إعلامية.
جدير بالذكر أن دولاً غربية، ومنها فرنسا وألمانيا ونيوزيلندا وإسبانيا وأستراليا، قد أعلنت أنها تعمل على إجلاء مواطنيها وبعض الموظفين الأفغان من البلاد.
سيطرة طالبان
كانت "طالبان" قد أعلنت، الأحد 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرتها على العاصمة كابول، وعواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.
بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها، الأحد، على عواصم 7 ولايات.
في حين أفادت مصادر محلية، الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عمن وصفته بالمسؤول الكبير في وزارة الداخلية الأفغانية، أنَّ غني غادر إلى طاجيكستان.
من جهته، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز، إنه لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني، لأسباب أمنية.
يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت، قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.
نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.
يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.