هنأ مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، الشعب الأفغاني بما اعتبره "فتحاً مبيناً ونصراً على الغزاة المعتدين"، داعياً إياهم إلى أن يكونوا يداً واحدة في مواجهة التحديات المختلفة.
حيث قال الخليلي، في تغريدة على حسابه الموثق بموقع "تويتر": "نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين، والنصر العزيز على الغزاة المعتدين"، وذلك في إشارة إلى القوات الأمريكية التي دخلت أفغانستان قبل نحو 20 عاماً.
كما أتبع المفتي تهنئته للشعب الأفغاني بتهنئة أخرى مماثلة للأمة الإسلامية، إذ أضاف: "نتبع ذلك، تهنئة أنفسنا وتهنئة الأمة الإسلامية جميعاً بتحقيق وعد الله الصادق"، وهو الأمر الذي يعدّ أول موقف من نوعه لمسؤول رسمي عربي.
في حين تابع الخليلي: "نرجو من الشعب المسلم الشقيق أن يكون يداً واحدة في مواجهة جميع التحديات، وأن لا تتفرق بهم السبل، وأن يسودهم التسامح والوئام".
يأتي حديث مفتي السلطنة، غداة كشف قناة "كابول نيوز" الأفغانية المحلية، الأحد 15 أغسطس/آب، أن رئيس البلاد أشرف غني، وصل إلى سلطنة عمان بعد طاجيكستان، بالتزامن مع استيلاء حركة "طالبان" على عاصمة البلاد كابول، دون أن تؤكد مسقط ذلك أو تنفيه حتى الآن.
سيطرة طالبان
كانت "طالبان" قد أعلنت، الأحد 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرتها على العاصمة كابول، وعواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.
بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها، الأحد، على عواصم 7 ولايات.
في حين أفادت مصادر محلية، الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عمن وصفته بالمسؤول الكبير في وزارة الداخلية الأفغانية، أنَّ غني غادر إلى طاجيكستان.
من جهته، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز، إنه لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني، لأسباب أمنية.
يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت، قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.
نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.
يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري. فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.