أعلنت مصادر دبلوماسية أممية، الأحد 15 أغسطس/آب 2021، أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بصدد عقد جلسة طارئة حول تطورات الأوضاع في أفغانستان "في أقرب وقت ممكن"، وذلك في أعقاب سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، وهروب الرئيس أشرف غني.
حيث قالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، الأحد، إن "الجلسة ستُعقد في أقرب وقت ممكن، بناءً على طلب تقدمت به النرويج وإستونيا".
بينما لم يتم تحديد موعد محدد لجلسة مجلس الأمن، المكون من 15 دولة، حتى الآن، كما لم تكشف المصادر تفاصيل أخرى عن الاجتماع.
يشار إلى أنه يتعين أن يوافق أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر جميعاً على البيان الرسمي، الذي أعدت مسودته إستونيا والنرويج.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن بلاده تعمل مع دول أخرى (لم يسمها) لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان.
المسؤول الروسي زامير زابولوف، قال في تصريحات صحفية: "نعمل على ذلك"، مؤكداً أن اجتماعاً سيُعقد قريباً دون أن يحدد له موعداً بعينه.
مسودة بيان
كان دبلوماسيون قد قالوا، يوم الخميس 13 أغسطس/آب الجاري، إن مجلس الأمن يناقش مسودة بيان تندد بهجمات حركة طالبان على مدن وبلدات فيما تسبب في خسائر في صفوف المدنيين، وتهدد بفرض عقوبات بسبب انتهاكات وأعمال تهدد السلم والاستقرار في أفغانستان.
بخلاف ذلك، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، دعوة البرلمان المعلق حالياً بسبب العطلة الصيفية لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع الجاري من أجل مناقشة الوضع في أفغانستان.
وفق مصدر في رئاسة الحكومة البريطانية، هناك محادثات تُجرى مع رئيس مجلس العموم ليندسي هويل لتحديد اليوم الذي سيُدعى فيه النواب إلى الاجتماع.
هروب أشرف غني
في وقت سابق من يوم الأحد، أفادت مصادر محلية بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عما وصفته بالمسؤول الكبير بوزارة الداخلية الأفغانية أن غني غادر إلى طاجيكستان.
في حين قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز إنهم لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني لأسباب أمنية.
دخول العاصمة
من جهته، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، الأحد، أن الحركة أمرت مقاتليها بدخول كابول؛ لمنع عمليات النهب بعد أن غادرت الشرطة المحلية مواقعها.
حيث أكد ذبيح الله أن عناصر حركته بدأت بالسيطرة على كابول ومبانيها الحكومية، مؤكداً أن الحركة ترغب في بسط سيطرتها على العاصمة بشكل سلمي، وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف.
فيما أشار إلى أن عناصر الحركة سيتولون فرض الأمن في العاصمة لمنع وقوع أي حالات نهب وسرقة، مشدّداً على أن طالبان لن تسمح باقتحام منازل المدنيين.
سيطرة طالبان
كانت "طالبان" قد أعلنت، في وقت سابق من يوم الأحد، سيطرتها على عواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.
بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها اليوم على عواصم 7 ولايات.
فقد قال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "مقاتلي الحركة سيطروا خلال عمليات الفتح على مدن مهترلام مركز لغمان، وميدان شهر مركز ميدان وردك، وباميان مركز باميان، وخوست مركز ولاية خوست، ومحمود راقي مركز ولاية كابيسا، وجلال أباد مركز ننغرهار، ونيلي مركز ولاية دايكندي".
كما أوضح ذبيح الله أن الحركة سيطرت على مكاتب حكام الولايات ومقرات الشرطة والسجون وجميع المرافق الحكومية في مراكز الولايات.
يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت، قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.
يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.