كشف مسؤولون، صباح الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، أن حركة طالبان استولت على مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوماً جديداً مع انسحاب القوات الأمريكية.
مسؤول في الحكومة المحلية قال لوكالة رويترز، بعد إعلان طالبان السيطرة على المدينة: "سيطرت طالبان على مدينة قندهار بعد اشتباكات عنيفة في ساعة متأخرة الليلة الماضية".
فيما لا تزال القوات الحكومية تسيطر على مطار قندهار، الذي كان ثاني أكبر قاعدة للجيش الأمريكي في أفغانستان.
ويأتي هذا بعد أن أفاد شهود عيان، الخميس، بأن حركة طالبان تمكنت من السيطرة على عاصمة ولاية هرات الأفغانية التي تحمل الاسم ذاته، وتعد ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.
إذ نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن شهود عيان -لم تكشف عن هويتهم- قولهم إن مدينة هرات (غرب) "باتت تحت سيطرة طالبان"، ليرتفع بذلك إجمالي عدد عواصم الولايات التي تسيطر عليها الحركة إلى 11.
انهيار الحكومة الأفغانية
من ناحية أخرى، فقد سبق أن أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية سيطرة "طالبان" على مدينة غزني، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته جنوب شرقي أفغانستان، دون مقاومة من المسؤولين.
حيث قالت الوزارة، في بيان، إنه تم اعتقال محافظ الولاية وعدد من زملائه من قِبل قوات الأمن الأفغانية ظهر الخميس 12 أغسطس/آب، بعدما أعلن رئيس مجلس ولاية غزني في منشور على فيسبوك، تسليم محافظ غزني ولايته إلى حركة طالبان عقب مباحثات عقدها مع زعيم الحركة أبوبكر.
يشار إلى أن ولاية غزني تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة الأفغانية كابول، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.
من جانبها وفي سياق متصل، حثت السفارة الأمريكية في العاصمة كابول، الخميس، رعاياها في أفغانستان على مغادرة البلاد "فوراً". وقالت في بيان، إنه "نظراً إلى الظروف الأمنية وانخفاض عدد الموظفين؛ فإن قدرتنا على مساعدة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان محدودة للغاية". وعليه، طالبت السفارة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان بالمغادرة "فوراً".
تعليق طالبان
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم حركة طالبان، الخميس، لقناة "الجزيرة" القطرية، إن السقوط السريع للمدن الكبرى في أفغانستان يشير إلى ترحيب الأفغان بالحركة، مضيفاً أن "الشعب الأفغاني يريدنا ويرحب بنا".
المتحدث باسم الحركة قال أيضاً: "لن نغلق الباب أمام المسار السياسي".
في الوقت نفسه، دعا مبعوثون من الولايات المتحدة والصين وروسيا ودول أخرى، الخميس، إلى تسريع عملية السلام في أفغانستان باعتبار ذلك "مسألة مُلحة للغاية". جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب محادثات في قطر، حيث التقى المبعوثون مفاوضين عن الحكومة الأفغانية وممثلين لـ"طالبان".
يُذكر أنه منذ مايو/أيار 2021، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
حيث تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.