دعت منظمات وجمعيات تدافع عن العدالة الاقتصادية لفرض ضرائب على الأثرياء الذين تضاعفت ثرواتهم خلال فترة جائحة كورونا، من أجل توفير اللقاحات للجميع، وأوضحت أن فرض الضريبة لمرة واحدة يمكن من توفير مليارات الجرعات من لقاح كورونا.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الجمعة 12 أغسطس/آب 2021، إن فرض ضريبة تبلغ نسبتها 99% وتُسدد لمرة واحدة على الأرباح المفاجئة التي جمعها أصحاب المليارات في سنة جائحة كورونا يُتيح توفيرَ التمويل اللازم لتطعيم كل شخص بالغ على وجه الأرض بلقاح كورونا.
وفقاً لتحليل أجرته منظمات "أوكسفام" و"تحالف محاربة عدم المساواة" ومعهد دراسات السياسة وحركة "مليونيرات وطنيون" الأمريكية ونشرته يوم الخميس 12 أغسطس/آب، فإن هذه الضريبة التي يُفترض أن يدفعها لمرة واحدة أصحاب المليارديرات البالغ عددهم 2690 شخصاً تكفي أيضاً لتغطية التمويل اللازم لدفع 20 ألف دولار نقداً لكل شخص بالغ عاطل عن العمل في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً
الضرائب لن تنقص من أرباحهم
قال التحليل إن تلك الضريبة، على ضخامتها، تترك أصحاب المليارات بثروات قدرها 55 مليار دولار أكثر مما كانوا عليه قبل جائحة كورونا.
في بيانٍ أصدره موريس بيرل، وهو عضو منتدب سابق لشركة "بلاك روك" الأمريكية التي تعد إحدى أكبر شركات إدارة الاستثمارات في العالم، قال إن الدول لم يعد في طاقتها تحمُّل "تلك الزيادات الكبيرة في ثروات المليارديرات العالمية في وقتٍ يعاني فيه ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم خسارةَ حيواتهم وسبل عيشهم".
كما أشار بيرل، الذي يترأس الآن حركة "مليونيرات وطنيون"، وهي حركة تضم أثرياء يدعمون فرض ضرائب أعلى على أمثالهم من أصحاب الثروات، إلى أن الحكومات لطالما استخدمت ضرائب الثروة تاريخياً في أعقاب الأزمات لمساعدة المجتمعات على إعادة البناء.
استشهد بيرل بأن الولايات المتحدة رفَعت خلال الحرب العالمية الأولى معدل الضريبة على الأشخاص ذوي الدخول الأعلى إلى نسبة 67 %، وفي الحرب العالمية الثانية، حاول الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت تعيين الحد الأقصى للدخل الفردي عند 25 ألف دولار.
كما أن الأرجنتين فرضت في ديسمبر/كانون الأول الماضي ضريبةً لمرة واحدة على الأشخاص الذين تزيد ثرواتهم على 200 مليون بيزو أرجنتيني (نحو 2.5 مليون دولار)، ونجحت في جمع 223 مليار بيزو (نحو 2.4 مليار دولار) بحلول شهر مايو/أيار من هذا العام.
بينما جادل بيرل بأن "اقتصادات البلدان اختنقت بهذه الموارد المكدسة التي يمكن لاستغلالها أن يخدم أغراضاً أهم بكثير".
تريليونات من الأرباح خلال جائحة كورونا
استخدم التحليل بيانات من مجلة Forbes الاقتصادية، والتي وجدت أن أصحاب المليارات زادت ثرواتهم خلال جائحة كورونا بمقدار 5.5 تريليون دولار في الفترة من 19 مارس/آذار 2020 إلى 31 يوليو/تموز 2021.
كانت الزيادة على مدار 17 شهراً أكبر من تلك البالغة 5.4 تريليون دولار التي حصدها أصحاب المليارات في فترة 15 عاماً من عام 2006 إلى عام 2020، بحسب الدراسة التي أجرتها المنظمات.
إذ تقدر الدراسة تكلفةَ جرعة اللقاح الواحدة بنحو 7 دولارات، ومن ثم فإن تكلفة جرعتين لنحو 5 مليارات شخص بالغ في جميع أنحاء العالم تُكلف نحو 70 مليار دولار.
في المقابل، حصل نحو 30.7% فقط من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا حتى الآن، فيما حصل 1.2% فقط من الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل على الجرعة الأولى.
سعياً إلى تحديد مقدار الأموال التي يُمكن أن يوفرها فرض الضريبة لمرة واحدة للعمال العاطلين على العمل، اعتمدت المجموعة تقرير شهر فبراير/شباط الصادر عن منظمة العمل الدولية، والذي وجد أن هناك نحو 220 مليون شخص عاطل عن العمل في جميع أنحاء العالم.
على صعيد آخر، كانت عدة مؤسسات دولية بارزة في مجالات مختلفة، منها صندوق النقد الدولي (IMF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أطلقت تحذيراً غير مسبوق الشهر الماضي تستبعد فيه تعافي الاقتصاد العالمي في وقت قريب ما لم يكن هناك مزيدٌ من الإنصاف في توزيع اللقاحات على مستوى العالم.