رجل بوتين في ليبيا.. بلومبيرغ: تحرك للرئيس الروسي بهدف تنصيب سيف الإسلام حاكماً للبلاد

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/13 الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/13 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
سيف الإسلام القذافي/ رويترز

كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 12 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن مصادر مطلعة في موسكو، أن روسيا تسعى لتنصيب سيف الإسلام القذافي حاكما لليبيا حيث يضغط بوتين على دول غربية لتوافق على خطته بإعادة القذافي مكان والده المخلوع.

مصدر مقرب من الكرملين قال إن الرئيس الروسي بوتين شعر بالرعب من مقتل القذافي الذي تم تصويره ونشر ما حدث، إذ يعتبر بوتين الملف الليبي قضية شخصية للغاية، حيث شعر بالمسؤولية تجاه سيف الإسلام بعد الإطاحة بوالده القذافي، وأضاف المصدر أن روسيا باتت تضغط على الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، لدعم سيف الإسلام لضمان ترؤسه البلاد، إلا أن حفتر قد لا يقبل، حيث إنه يسعى هو لقيادة ليبيا.

الوكالة الأمريكية قالت نقلاً عن مصدرين من الكرملين أن روسيا واثقة من دعم مصر لخطتها، وكذلك إيطاليا التي حصلت موسكو على موافقتها الضمنية، فيما عارضت فرنسا والإمارات الخطة، أما تركيا فاستبعدت أن يتم الأمر.

خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لموسكو، إيرينا زفياغليسكايا، قال للوكالة الأمريكية إنه على الدول أن تدعم جهود روسيا في الحفاظ على استقرار ليبيا، وأضافت أن "القذافي نجح بإبقاء البلاد متماسكة وتجنب الفوضى والحرب الأهلية، كصدام حسين في العراق".

مطلوب لدى العدالة 

وفي وقت سابق، أصدر مكتب المدعي العام العسكري الليبي (تابع لوزارة الدفاع)، أمراً بإلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي؛ لـ"تورطه في جرائم قتل واستعانته بمرتزقة"، بحسب وسائل إعلام محلية، فيما لم يتسنَّ على الفور الحصول على تعقيب من الجهات المعنية، بشأن هذه التقارير.

سيف الإسلام هو أحد أبناء العقيد معمر القذافي، الذي حكم البلاد بين عامي 1969 و2011، وأطاحت به ثورة شعبية، إضافة إلى أنه مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

فقد ذكرت وسائل إعلام، بينها قناتا "ليبيا الأحرار" و"فبراير"، أن مكتب المدعي العام العسكري أمر، في 5 أغسطس/آب الجاري، بالبحث والتحري عن سيف الإسلام القذافي وضبطه وإحالته مقبوضاً عليه؛ لـ"تورطه في جرائم قتل واستعانته بمرتزقة".

سيف الإسلام القذافي بوتين ليبيا
سيف الإسلام القذافي خلال فترة محاكمته/ رويترز

كما وجَّه المدعي العام هذا الأمر في بلاغ إلى جهات أمنية وعسكرية، بينها إدارة الشرطة العسكرية، وإدارة الاستخبارات العسكرية، والاستخبارات العامة، وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وجهاز دعم الاستقرار، وجهاز الأمن الداخلي، ووزارة الداخلية.

وأجاز "الاستعانة في سبيل تنفيذ هذا الأمر بالجهات العسكرية والأمنية الواقعة في نطاق اختصاص مكان وجود المعنيّ".

المدعي العام أوضح أن هذا الأمر جاء بناءً على "التحقيقات الجنائية التي تجرى" بشأن ملف "قضية متعلقة بواقعة جرائم القتل المرتكبة من قِبل المرتزقة من الجنسية الروسية (شركة فاغنر) أثناء هجوم ما يُعرف بعملية الكرامة على مدينة طرابلس (غرب)".

ظهور سيف الإسلام 

يشار إلى أنه قبل أيام وبعد 10 سنوات من اختفائه تماماً، ظهر سيف الإسلام القذافي من جديد، عبر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ليثبت للشعب الليبي والعالم أنه ما زال حياً بعد انقطاع أخباره لسنوات، ومؤكداً أنه يسعى لاستعادة ليبيا. 

لم يكُن أحد يعلم ماذا حلَّ بسيف الإسلام، وهل هو على قيد الحياة أم لا يزال سجيناً، لكن في هذا اللقاء، أكد القذافي أنه "رجل حر" وأنه يرتب لعودته إلى الساحة السياسية. 

فقد كشف سيف الإسلام للصحيفة الأمريكية أنه شارك في القتال لفترة وجيزة في "باب العزيزية" عندما حاصر المتمردون طرابلس في أغسطس/آب 2011. ويقال إن آخر ظهور له كان لتحميس المؤيدين وتوزيع الأسلحة بحي أبوسليم في طرابلس. 

بعدها فرّ إلى بلدة "بني وليد"، معقل النظام في المنطقة الجنوبية الشرقية، وبقي هناك حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، عندما أودت الضربة الجوية التي شنها "الناتو"، بحياة 22 شخصاً من أتباعه وأصابته في يده اليمنى. 

لجأ القذافي بعد إصابته إلى مدينة سرت ومنها إلى وادٍ صحراوي، لكن يده المصابة كانت تزداد سوءاً طوال هذا الوقت. 

استطاع سيف الإسلام التواصل مع عبدالله السنوسي، رئيس المخابرات في نظام أبيه، واتفقا على أن يلتقيا في المثلث الحدودي الجنوبي بين ليبيا والجزائر والنيجر. 

اعترضت مجموعة من المسلّحين الموكب الصغير، ليجدوا رجلاً أصلع صغير السنّ تغطي الضماداتُ يدَه اليمنى. رأوا وجهاً كان دائم الظهور على شاشات التلفزيون الليبي. إنه سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني لديكتاتور ليبيا سيئ السّمعة وأحد الأهداف الرئيسية للمتمرّدين.

بعدها بفترة قصيرة، انتشرت بعض الصور التي ظهر فيها ذليلاً في الصحافة؛ منها صورة يجلس فيها على كرسي ويده ملفوفة بضمادات بيضاء بينما يحيط به المقاتلون المنتصرون؛ وصورة داخل مروحية سوفييتية الصنع في طريقها إلى "الزنتان"، وبعدها اختفى تماماً.

تحميل المزيد