تداولت وسائل إعلام جزائرية، الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، قصة مأساوية لوفاة شقيقتين عثرت عليهما مصالح الدفاع المدني تعانقان والدتهما هرباً من الحرائق التي اندلعت منذ أيام في ولاية تيزي وزو شرق الجزائر.
صحيفة النهار الجزائرية قالت إن عناصر من الدفاع المدني عثروا على الشابتين "سارة" و"جوهر" متفحمتين ومتشبثتين بجثة والدتهما التي توفيت اختناقاً جراء استنشاقها لدخان الحرائق.
وانتشرت قصة الشقيقتين بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أبدى رواده تعاطفهم وحزنهم على الشقيقتين ووالدتهما.
حرائق ضخمة تلتهم الجزائر
ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الجزائرية ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 65 ضحية، بينهم 28 عسكرياً و37 مدنياً أغلبهم بولاية تيزي وزو شرق البلاد.
وسائل إعلام محلية قالت، نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، إن حوالي 12 عسكرياً يتواجدون في حالة حرجة بالمستشفى.
فيما أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عن ارتفاع عدد حرائق الغابات إلى 99 حريقاً عبر 16 ولاية.
واتسعت الحرائق المندلعة منذ يومين في الجزائر لتشمل جنوب وشمال تونس، إضافة إلى واحات في جنوب المغرب، مخلفة عشرات الضحايا بين مدنيين وعسكريين في الجزائر، وخسائر كبيرة في تونس والمغرب.
إذ قالت الحكومة الجزائرية، الثلاثاء، إن حرائق الغابات المستعرة بالبلاد أودت بحياة 42 شخصاً بينهم 25 جندياً تم نشرهم للمساعدة في إخمادها، في حين غطت سحب الدخان الكثيف معظم جبال منطقة القبائل شرقي العاصمة.
اندلعت عشرات الحرائق في الجزائر في أنحاء مناطق الغابات بشمال البلاد منذ مساء الإثنين 9 أغسطس/آب، وقال وزير الداخلية كامل بلجود إن الحرائق متعمدة، دون أن يذكر تفاصيل.
تحذيرات من كارثة بيئية
في الأسبوع الماضي، قال مرصد الغلاف الجوي التابع للاتحاد الأوروبي إن البحر المتوسط أصبح بؤرة لحرائق الغابات، مع انتشار الحرائق في تركيا واليونان على نحو فاقمته موجة الطقس الحارة.
وقال سكان بمنطقة القبائل إن الجنود ضحايا الحرائق لفظوا أنفاسهم في مناطق مختلفة، بعضهم أثناء محاولته إخماد ألسنة اللهب، والبعض الآخر بعد أن حاصرته النيران.
فيما لا تزال فرق الإطفاء تحاول احتواء الحرائق مع رجال الجيش. وقال بلجود إن الأولوية هي تجنب سقوط المزيد من الضحايا، وتعهّد بتعويض المتضررين.