حذَّر وزير شؤون الشتات الإسرائيلي نحمان شاي من أن استمرار دعم اليهود الأمريكيين التقدميين لحركة "مقاطعة إسرائيل" (BDS)، المعروفة اختصاراً بحركة المقاطعة، التي يقودها فلسطينيون وناشطون في حركة "حياة السود مهمة" (BLM) قد يهدد بخسارة إسرائيل لدعم الولايات المتحدة.
جاء ذلك في بودكاست استضافته "اللجنة اليهودية الأمريكية"، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، حيث أوضح شاي أن إسرائيل إذا أرادت التصدي لهذا المسار فإن عليها أن تمنح مزيداً من الاستثمار والعناية لعلاقاتها مع اليهود الأمريكيين.
كما قال شاي: "إذا سمحنا بانضمام المزيد من اليسار الراديكالي واليهود الليبراليين التقدميين إلى دعم حملة مقاطعة إسرائيل وحركة (حياة السود مهمة)، وغيرها من الحركات المناصرة للفلسطينيين… التي [توصف] بأنها دولة إبادة جماعية أو دولة فصل عنصري، فقد نخسر أمريكا".
حملة مقاطعة إسرائيل
يُشار إلى أن حملة مقاطعة إسرائيل هي حركة سلمية تعمل على حثِّ الأفراد والدول والمنظمات على إدانة إسرائيل لانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومعاقبتها بالمقاطعة على أصعدة مختلفة.
أما حركة "حياة السود مهمة" فقد ظهرت في عام 2013 بعد الإفراج عن الرجل الذي قتل الفتى تريفون مارتن البالغ من العمر 17 عاماً بالرصاص. واشتد عود الحملة حجماً ونفوذاً العام الماضي بعد حادثة مقتل جورج فلويد، البالغ من العمر 46 عاماً، على يد ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس.
في العام الماضي، وقعت أكثر من 600 منظمة يهودية في الولايات المتحدة على بيانٍ تُعلن فيه دعمها لحركة "حياة السود مهمة".
في المقابل فإن الغالبية العظمى من المنظمات اليهودية الأمريكية لا تدعم حركة مقاطعة إسرائيل، باستثناء حفنة من المنظمات التقدمية، مثل منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، التي صرَّحت بدعمها لحركة المقاطعة.
في معرض حشده لدعم أعضاء اللجنة اليهودية الأمريكية، قال شاي: "يجب أن أثق بأن مئات الآلاف من اليهود الأمريكيين سيكونون في صفنا. نحن بحاجة إليكم من أجل هذا، وليس الاكتفاء فقط بالتبرعات وغيرها من سبل دعم إسرائيل، التي نثمنها كثيراً بلا شك".
وأضاف شاي أنه يعتمد على اليهود الأمريكيين للتأثير في "الخطاب العام الأمريكي الداخلي" لصالح إسرائيل.
التصدع بين إسرائيل ويهود أمريكا
تأتي تعليقات الوزير الإسرائيلي وسط حالة انقسام تتصاعد بين الحكومات الإسرائيلية اليمينية ويهود أمريكا، وهم أقلية ليبرالية تاريخياً في الولايات المتحدة.
في يوليو/تموز الماضي، وجد استطلاع لآراء الناخبين اليهود الأمريكيين، أُجري بعد أسابيع فقط من الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، أن ربع المشاركين في الاستطلاع يوافقون على القول إن "إسرائيل دولة فصل عنصري"، إضافة إلى نسبة أكبر من المشاركين، تصل إلى 28%، قالت إنها لا تجد في هذا التصريح معاداة للسامية.
خلص الاستطلاع، الذي أجراه "معهد الناخبين اليهود"، إلى أن 34% أقروا بأن "معاملة إسرائيل للفلسطينيين تُماثل العنصرية في الولايات المتحدة"، كما أيَّد 22% من المشاركين الرأي القائل إن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين".
من جهة أخرى، صرَّح نحمان شاي في البودكاست نفسه برفضه استراتيجية "التعويل على مجموعات أخرى في أمريكا اليوم" للحصول على الدعم، وهو كلام يبدو فيه إشارة واضحة للرد على تصريحات السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، رون ديرمر.
بينما قال ديرمر في وقت سابق إن إسرائيل يجب أن تولي مزيداً من الاهتمام للدعم "المتحمس والصريح" للمسيحيين الإنجيليين على دعم اليهود الأمريكيين، مضيفاً أن "العمود الفقري لدعم إسرائيل في الولايات المتحدة هو المسيحيون الإنجيليون".