أعلن الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، مساء الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، مصرع 25 عسكرياً أثناء محاولة إنقاذ مواطنين من جراء حرائق كبيرة اندلعت شرقي البلاد.
حيث قال تبون عبر حسابه الموثق على "تويتر": "ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 فرداً من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من مئة مواطن من النيران الملتهبة، بجبال بجاية وتيزي وزو (شرق)".
تبون أضاف: "أمام هذا الخطب الجلل، ننحني بخشوع أمام أرواح أبناء الوطن البررة.. تعازيّ لكل أسر الشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون".
فيما أشار تبون إلى أنه "تم تجنيد كل الوسائل المتاحة، مادياً وبشرياً، للتصدي لهذه الحرائق، التي تمس عدة ولايات، ريثما نتغلب نهائياً على هذه الكارثة"، مؤكداً أن "الدولة ستنطلق فوراً في إحصاء الخسائر وتعويض المتضررين".
كما تابع: "يعيش وطننا المفدّى، مرة أخرى، محنة أليمة تضاف إلى المحن التي عاشها هذه السنة. وكما انتصرنا في المحن السابقة، سننتصر في هذه بحول الله. قلوبنا مع كل من يساهم في إخماد النيران، إذ أسدينا تعليماتنا لاتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل التحكم والسيطرة على الوضع".
ارتفاع عدد الضحايا
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، للتلفزيون الحكومي، إن "عدد الضحايا بلغ 17 شهيداً مدنياً على مستوى ولايتي سطيف وتيزي وزو (شرق)، و25 عسكرياً فقدناهم وهم يؤدون واجبهم في إسعاف وإنقاذ المواطنين".
وأكد رئيس الحكومة أن "الأيادي الإجرامية ليست ببعيدة عن الحرائق، بالنظر لأماكن اندلاعها التي كانت مختارة بصفة دقيقة"، دون اتهام أحد، منوهاً إلى أنه تم تسجيل 71 حريقاً ما بين الإثنين والثلاثاء، عبر 18 محافظة (من 58).
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت السلطات الجزائرية، مصرع 7 أشخاص جراء الحرائق التي اندلعت في عدة مناطق بالبلاد، فيما اعتبرها وزير الداخلية كمال بلجود "أعمالاً إجرامية تخريبية".
"حرائق إجرامية"
من جهتها، أوضحت إدارة الحماية (الدفاع) المدنية، في بيان، أنه تم تسجيل 36 حريقاً عبر 18 محافظة، بينها 19 حريقاً بولاية "تيزي وزو"، وحريقان في ولاية "خنشلة"، و4 حرائق في جيجل (شرق)، و4 حرائق بمحافظات سطيف وبجاية، والمدية (وسط) وتيارت (غرب).. وغيرها.
لاحقاً، ذكرت وزارة الدفاع الجزائرية أن 18 عسكرياً لقوا حتفهم خلال مكافحتهم حرائق الغابات.
إذ قالت الوزارة، على صفحتها على موقع "فيسبوك": "على إثر الحرائق الإجرامية التي نشبت بالناحية العسكرية الأولى، خاصة بولاية تيزي وزو، وبالناحية العسكرية الخامسة، لا سيما بولاية بجاية.. سجلت وزارة الدفاع الوطني، بكل أسف، وفاة 18 عسكرياً".
وزارة الدفاع أوضحت أنها "تمكنت بتدخلها من إنقاذ 110 مواطنين من ألسنة النيران"، مؤكدة استمرارها في عملها "حتى الإخماد النهائي للحرائق".
صور وفيديوهات توثق الكارثة
هذه الحرائق تسببت في انقطاع الطرق، ما أدى إلى صعوبة وصول مصالح إخماد الحرائق إليها، فيما بقي سكان هذه البلدات طيلة ليل الإثنين/الثلاثاء يقظين وهم يكافحون النيران، خوفاً من أن تلتهم منازلهم.
إلى ذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات مخيفة للحرائق، وهي تقترب من البيوت، بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة.
منذ أيام تشهد عدة ولايات جزائرية اندلاع حرائق مهولة وزاد من حدتها موجة حر شديد ورياح جنوبية حارة وقوية.
كانت نشرة خاصة للأحوال الجوية في الجزائر قد حذرت في وقت سابق من موجة حر شديدة، وحرارة تفوق الأربعين درجة في شمال البلاد، حيث اندلعت الحرائق.
بينما لا يزال رجال الإطفاء والجيش يحاولون السيطرة على الحرائق، وقال وزير الداخلية إن الأولوية هي تجنب سقوط المزيد من الضحايا. وتعهد بدوره بتعويض المتضررين.
يشار إلى أن الجزائر، وهي أكبر دولة إفريقية، تضم 4.1 مليون هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1.76%.
وتشهد البلاد حرائق غابات سنوياً، وقد أتت النيران عام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.