طالبان تتجه للسيطرة على واحدة من أكبر مدن أفغانستان.. ومبعوث أمريكا بالدوحة للضغط على الحركة

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/10 الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/10 الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش
طالبان سيطرت على أفغانستان/ رويترز

تسعى حركة طالبان إلى السيطرة على مزار شريف، كبرى مدن شمال أفغانستان، حيث عززت مواقعها، فيما تعتزم الولايات المتحدة إجراء محادثات في الدوحة هذا الأسبوع من أجل الضغط على الحركة لوقف هجومها العسكري.

يأتي ذلك بينما أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، أن مبعوثها الخاص إلى أفغانستان سيتوجه إلى الدوحة من أجل الضغط على الحركة لوقف زحفها نحو كابل، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

إذ أوضح بيان الخارجية الأمريكية أنه "سيتوجه السفير خليل زاد إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان".

أضافت أنه "سيحض طالبان على وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان".

خلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" للحكومة في كابول، خصوصاً في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.

قال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي الإثنين: "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه. هذه معركتهم".

الوضع يتغير بسرعة في أفغانستان

بعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتا ساري بول وتالقان الأحد في غضون ساعات قليلة، أضافت طالبان الإثنين إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة والتي سقطت من دون مقاومة.

باتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت على شبرغان معقل زعيم الحرب عبدالرشيد دوستم على مسافة حوالي 50 كيلومتراً شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.

بينما فر آلاف من شمال البلاد ووصل الكثيرون إلى كابول الإثنين بعد رحلة لعشر ساعات في السيارات عبروا فيها العديد من حواجز طالبان. وتسيطر حركة طالبان التي تتقدم بسرعة الآن على خمس من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.

طالبان لا تنوي التراجع

يبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال. فقد أعلن المتمردون أنهم هاجموا مزار شريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.

قالت الشرطة في ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومتراً على الأقل منها، متهمة طالبان بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان".

بينما قال مرويس ستانيكزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية، في رسالة إلى وسائل الإعلام إن "العدو يتحرك الآن باتجاه مزار شريف لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو".

مزار شريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جداً للسلطات.

فيما تعهد محمد عطا نور، الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار شريف والشمال، بالمقاومة "حتى آخر قطرة دم". وكتب على تويتر: "أفضل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس".

انفجار سيارة مفخخة في العاصمة الأفغانية كابول/ رويترز
انفجار سيارة مفخخة في العاصمة الأفغانية كابول/ رويترز

السيطرة على قندوز 

قد يكون عجز السلطات في كابول عن السيطرة على شمال البلاد أمراً حاسماً لفرص الحكومة في البقاء. ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلاً للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينات.

حكمت طالبان البلاد بين عامي 1996 و2001 وفرضت الشريعة الإسلامية بتفسيرها الصارم لها، قبل أن يطيحها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

تشكّل السيطرة على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابول والتي احتلها المتمردون مرتين في 2015 و2016، مفترق الطرق الاستراتيجي في شمال أفغانستان بين كابول وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في أيار/مايو مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 آب/أغسطس.

في حين أثبت الجيش الأفغاني عدم قدرته على وقف هجوم طالبان في الشمال، فإنه مستمر في مواجهة المسلحين في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للمتمردين في جنوب أفغانستان، وكذلك في هرات في غرب البلاد.

لكن هذه المقاومة تتم لقاء خسائر مدنية فادحة، إذا أفادت اليونيسف الإثنين بمقتل عشرين طفلاً على الأقل وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها.

تحميل المزيد