قال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات "الدعم السريع" (تابعة للجيش)، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، إن "العسكريين" في بلاده لن يسمحوا بحدوث انقلاب يقوض الفترة الانتقالية، مؤكداً أن السياسيين هم مَن يمنحون الفرص للانقلابات العسكرية، وفق قوله.
جاء ذلك خلال مخاطبة حميدتي لقواته في منطقة قرى شمال العاصمة الخرطوم.
حيث ذكر حميدتي: "السياسيون هم مَن يمنحون الفرص للانقلابات بانشغالهم بالسلطة وإهمال التنمية، ونحن العسكريين لن نسمح بحدوث انقلاب لتقويض الفترة الانتقالية"، بحسب بيان لمجلس السيادة الانتقالي.
"انتخابات حرة ونزيهة"
كما أضاف: "نريد تحولاً ديمقراطياً حقيقياً عبر انتخابات حرة ونزيهة، ليس مثلما كان يحدث في السابق من غش من خلال تبديل صندوق بصندوق (صناديق الاقتراع)".
في حين رأى أن "الحكومة الانتقالية حققت إنجازات عديدة بالنظر إلى حصار دام 30 عاماً على البلاد، خاصة بالعودة إلى حضن المجتمع الدولي، وبدء إعفاء الديون، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فضلاً عن تحقيق السلام الذي يعد الإنجاز الأكبر كونه حقن دماء السودانيين"، مستطرداً: "نحن طوينا صفحة الحرب ونأمل ألا تعود".
حميدتي تابع: "الدولة برغم الهفوات تمضي بخطى ثابتة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مضيفاً أن بعض الإخفاقات التي تشهدها الفترة الانتقالية المتسبب فيها من وصفهم بـ "فاقدي الوطنية، لأن هؤلاء لو تحلوا بالوطنية بقدر يسير لتجاوز السودان الوضع الذي يعيشه الآن"، على حد قوله.
"جهود القوات النظامية"
فيما أشاد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني بجهود القوات النظامية كافة في حراسة البلاد والثغور، قائلاً إن "القوات المسلحة، والدعم السريع، والشرطة، وجهاز المخابرات، هم أوتاد البلاد مرابطون في الثغور لحمايتها".
يشار إلى أنه منذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش، وائتلاف قوى "إعلان الحرية والتغيير" (مدني)، وحركات مسلحة وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كانت قيادة الجيش في السودان قد عزلت، في 11 أبريل/نيسان 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989-2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.
جدير بالذكر أن البشير كان قد نفذ، في 30 يونيو/حزيران 1989، انقلاباً عسكرياً على حكومة رئيس الوزراء حينها الصادق المهدي، وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ما عُرف بـ"ثورة الإنقاذ الوطني"، ثم أصبح رئيساً للبلاد خلال العام ذاته.