رحب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بقيام وزارة العدل، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، بإيداع ملف يتضمن تعهداً بإجراء مراجعة جديدة للوثائق المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة والتي كانت الحكومة تفرض عليها غطاء السرية بالسابق، وذلك في أعقاب تحذيرات عائلات ضحايا تلك الهجمات من الانحياز إلى المملكة العربية السعودية.
حيث قال بايدن، في بيان: "تلتزم حكومتي بضمان أقصى درجة من الشفافية بموجب القانون، والالتزام بالتوجيه الصارم الصادر خلال إدارة أوباما-بايدن إزاء مسألة فرض غطاء السرية بذريعة أسرار الدولة".
بايدن أضاف: "في هذا الشأن، أرحب بإيداع وزارة العدل ملفاً اليوم (الإثنين) يحتوي على تعهد بإجراء مراجعة جديدة للوثائق التي حجبتها الحكومة في السابق خلف ستار السرية، مع القيام بذلك بأسرع ما يمكن".
خطاب أُسر الضحايا إلى بايدن
جاء ذلك عقب قيام مئات من أفراد عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول بتوجيه خطاب، يوم الجمعة 6 أغسطس/آب، إلى الرئيس الأمريكي، مُعلنين فيه معارضتهم لمشاركته هذا العام في مناسبة إحياء ذكرى الضحايا ما لم ينزع السرية عن وثائق حكومية يقولون إنها ستُظهر دعم قادة سعوديين للهجمات.
جاء في هذا الخطاب: "بعد عشرين عاماً، لا يوجد بكل بساطةٍ أي داعٍ، على غرار المزاعم غير المبررة بشأن الأمن القومي أو غيره، لاستمرار بقاء هذه المعلومات تحت غطاء السرية… لكن إذا خالف الرئيس بايدن التزاماته وانحاز إلى الحكومة السعودية، فسنضطر للاعتراض علناً على أي مشاركة من جانب إدارته في أي احتفال يخص ذكرى 11 سبتمبر/أيلول".
كذلك، طالبوا في خطابهم بـ"تنفيذ سياسة تجاه السعودية توضح أنها يجب أن تعترف بدورها في الهجمات الإرهابية ضد مواطنينا والمقيمين، والتي لم تشمل في السنوات العشرين الماضية أحداث 11 سبتمبر/أيلول فحسب، بل القتل المروع لجمال خاشقجي، وقتل أفراد الخدمة الأمريكية في بينساكولا بفلوريدا، والتوقف فوراً عن دعم الأعمال الإرهابية".
واختتموا خطابهم بالقول: "لدينا أمل كبير في أن يلتزم الرئيس بايدن على الفور بوعده لنا ثم يقف إلى جانبنا في النصب التذكاري لـ11 سبتمبر/أيلول في مدينة نيويورك، حيث يمكننا معاً تكريم أولئك الذين قُتلوا وأصيبوا، مسلحين بالحقيقة التي استغرقنا 20 عاماً للحصول عليها".
فيما بلغ عدد الموقعين على الخطاب نحو 1700 ممن وقع عليهم تأثير مباشر جراء الهجمات.
بينما لم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب التعليق.
وعد بايدن
من جهتها، قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحفي، إن بايدن" لا يزال ملتزماً بالوعد الذي قطعه أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة، "بالعمل بشكل بنّاء على حل القضايا المتعلقة باستخدام الإدارات السابقة حق حجب المعلومات لدواعي الأمن القومي"، كاشفةً أن مسؤولين في البيت الأبيض عقدوا عدة اجتماعات مع الأسر.
يشار إلى أن عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول تسعى منذ زمن طويل للحصول على وثائق من الحكومة الأمريكية ذات صلة بمسألة ما إذا كانت السعودية ساعدت أو موَّلت أياً من الأشخاص التسعة عشر المرتبطين بـ"القاعدة" والذين نفذوا الهجمات المدمرة على مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون) خارج واشنطن، إضافة إلى سقوط طائرة بحقل في بنسلفانيا. ولاقى ما يقرب من 3000 شخصٍ حتفهم.
كان 15 من الخاطفين التسعة عشر من السعودية. ولم تصل لجنة حكومية أمريكية إلى أي دليل على أن المملكة موَّلت "القاعدة" بشكل مباشر. وتركت السؤال بلا إجابة فيما يتعلق بما إذا كان مسؤولون أفراد قد فعلوا ذلك.
في حين رفعت أسر ما يقرب من 2500 قتيل، وأكثر من 20 ألف جريح وشركة ومؤسسة تأمين، قضايا تطالب السعودية بمليارات الدولارات.