قالت صحيفة The Express البريطانية، في تقرير نشرته 6 أغسطس/آب 2021، إن روسيا أعلنت موقفها المثير للقلق من المعضلة الأخلاقية بشأن استخدام وأخلاقيات الأسلحة المستقلة الفتاكة، وذلك في مؤتمر نظمته الأمم المتحدة.
إذ شهد مؤتمر اتفاقية استعمال الأسلحة التقليدية التابع للأمم المتحدة حضور ممثلي 50 دولة، لنقاش اللوائح الجديدة المحتملة لتنظيم استخدام آلات القتل المستقلة. لكن دبلوماسياً روسيّاً زعم أن العالم "ليس بحاجةٍ إلى لوائح جديدة" عند النظر في قضية استهداف الروبوتات القاتلة للبشر.
مبادئ الضرورة والتناسب
فخلال حديثه، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، جادل الوفد الروسي بأن الأسلحة المستقلة يجب نشرها بطريقة نشر الجنود البشريين نفسها، من خلال الامتثال لـ"مبادئ الضرورة والتناسب".
إذ كانت هناك حركةٌ متنامية في السنوات الأخيرة، من أجل المطالبة بتنظيمٍ أكبر أو حظرٍ كامل لتكنولوجيا الروبوتات القاتلة، كما عُرِفَ عن روسيا نشرها للأسلحة المستقلة في الماضي، حيث نشرت أول دبابة مُسيّرة بسوريا عام 2019.
لذلك فليس من المستغرب أن الوفد الروسي في الأمم المتحدة قد زعم أن هناك "افتقاراً حالياً إلى مبررٍ مُقنع لفرض القيود أو المحاذير الجديدة" على هذا النوع من الأسلحة.
موقف اشتباكٍ حركي
كذلك ووفقاً لصحيفة The Telegraph البريطانية، فقد أردف الوفد الروسي: "يسمح المستوى العالي من الاستقلالية في تلك الأسلحة بتشغيلها في موقف اشتباكٍ حركي وغيرها من البيئات المختلفة، مع الحفاظ على مستوى لائق من الانتقاء والدقة. وهذا يضمن التزام تلك الأسلحة بقواعد القانون الدولي الإنساني". ويشعر الخبراء، بالقلق تحديداً حيال تهديد هذه الأسلحة المستقلة للحياة المدنية.
ولأن الروبوتات القاتلة سوف تُترك على الأرجح لاتخاذ القرارات بمفردها، فمن المحتمل أن لا تُفرّق تلك الآلات بين المقاتلين المسلحين والمدنيين العُزّل.
حيث قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير، خلال جلسة إحاطة افتراضية في مايو/أيار 2021: "من وجهة نظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن الاستخدام غير المشروط للأسلحة المستقلة يُهدّد بإلحاق أضرار شديدة بالمدنيين والمقاتلين على حدٍّ سواء".
حتى إن الفاتيكان أخذت موقفاً مناهضاً للقضية، بعد أن ظهر مبعوث الفاتيكان خلال مؤتمر الأمم المتحدة.
مخاوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر
كذلك أكد المبعوث جون بوتزر مخاوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الاستهداف الخاطئ من الروبوتات القاتلة، نتيجة محدودية هذه التكنولوجيا: "لنفكر في الأفعال التي تتطلّب تطبيق المنطق البشري؛ مثل التمييز، والتناسب، والحيطة، والضرورة، والأفضلية العسكرية المتوقعة. إذ يتطلّب احترام وتطبيق هذه المبادئ تدخلاً في الوقت المناسب، وتفهماً للسياقات والظروف المختلفة التي تصعب برمجتها. والغاية هنا لا تُبرّر الوسيلة المستخدمة لبلوغها. فكيف ستستجيب الأسلحة المستقلة للمبادئ الإنسانية وما يمليه الوعي العام؟".
ولحسن الحظ أن وجهة النظر الروسية في مسألة تنظيم الروبوتات القاتلة هي وجهة نظر الأقلية نفسها.
حيث أصدر ممثلو كوستاريكا وبنما وبيرو وأوروغواي والفلبين والسلفادور وفلسطين وسيراليون أيضاً بياناً مشتركاً يقول: "يجب أن نُركّز على التفاهم المشترك، وأن الحرب يجب أن تظل قضيةً إنسانية".