الطرد من العمل يلاحق غير الملقّحين ضد كورونا.. شركات أمريكية تواصل فرض التطعيم مقابل العودة للمكاتب

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/07 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/07 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
لقاحات الجيل الثاني تهدف إلى توفير مناعة لفترات أطول/ رويترز

من وول ستريت إلى سيليكون فالي، مروراً بالمسالخ، تشترط المزيد من الشركات الأمريكية على الموظفين تلقي لقاحات مضادة لفيروس كورونا، للعودة إلى أماكن العمل، وتبدي استعداداً لطردهم ما لم يمتثلوا لهذا القرار، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، السبت 7 أغسطس/آب 2021.

فقد طردت شبكة "سي إن إن" الإخبارية ثلاثة موظفين انتهكوا هذه السياسة وأتوا إلى العمل من دون تلقيهم لقاحات مضادة لفيروس كورونا.

كتب رئيس الشبكة جيف زاكر في مذكرة للموظفين نشرها مراسل في القناة على تويتر الخميس "دعوني أكون واضحاً، نحن ننتهج سياسة عدم التسامح في هذا الشأن".

إما التطعيم أو الفصل من العمل

يقول خبراء إن لدى المؤسسات والشركات السلطة القانونية للقيام بذلك، لكن هذه الهيئات كانت مترددة في اتّخاذ هذه الخطوة في وقت مبكر من وباء كورونا، ربما خوفاً من رد فعل سياسي عنيف.

مع استعداد الشركات لإعادة فتح مكاتبها توقفت معدلات التحصين في الولايات المتحدة عند حوالي 50%، وارتفع عدد الإصابات بسبب المتحورة دلتا.

فيما أعلن رئيس شركة يونايتد إيرلاينز سكوت كيربي، الذي قال في يناير/كانون الثاني، إنه يفكر في جعل اللقاح إلزامياً لموظفيه، الجمعة، أنه سيكون على 67 ألف عامل في الولايات المتحدة أن يكونوا ملقّحين بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

كتب في رسالة للموظفين "نعلم أن بعضكم لن يوافق على هذا القرار، لكننا لا نتحمل تجاهكم وتجاه زملائكم مسؤولية أكبر من ضمان سلامتكم أثناء العمل". وأضاف أن "الحقائق واضحة: يكون الجميع أكثر أماناً عندما يكون الجميع ملقحين".

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، يحق لأصحاب العمل أن يطالبوا العمال العائدين إلى مكاتبهم بالحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مع استثناءات لأسباب طبية أو دينية، وفقاً للجنة الأمريكية لتكافؤ فرص العمل.

قال إريك فيلدمان، أستاذ قانون الصحة والأخلاقيات الطبية في جامعة بنسلفانيا، إنه كان من المبرر لـ"سي إن إن" إقالة موظفين لو كانت القواعد واضحة.

أضاف أن "تعريض المرء نفسه للخطر من خلال عدم تلقي اللقاح ضد كورونا هو غباء، لكن تعريض الآخرين للخطر هو أمر غير أخلاقي، وفي كثير من الحالات غير قانوني، ويجب أن يكون سبباً للفصل" من العمل.

شركات عملاقة تفرضه

كانت شركات وول ستريت تضغط من أجل عودة الموظفين إلى العمل شخصياً. وقال بنك الاستثمار مورغان ستانلي ومجموعة إدارة الأصول بلاكروك، في يونيو/حزيران الماضي، إنه لن يسمح إلا للموظفين الذين تلقوا اللقاح المضاد لوباء كوفيد-19 بالعودة إلى مكاتبهم.

في سيليكون فالي، أعلنت المجموعات العملاقة للتكنولوجيا جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت قواعد مماثلة في الأيام الأخيرة.

كذلك، أعلنت الشركة المنتجة للحوم تايسون فودز، الثلاثاء الماضي، أن التطعيم ضد كورونا سيكون إلزامياً لجميع الموظفين، في المكاتب والمسالخ على حد سواء، اعتباراً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

فيما قالت كلوديا كوبلين، كبيرة المسؤولين الطبيين في الشركة، إنه مع ارتفاع عدد الإصابات المرتبطة بالمتحورة دلتا بشكل حاد "إنه الوقت المناسب لاتخاذ الخطوة التالية لضمان قوة عاملة محصنة بالكامل". وحتى الآن، أقل من نصف موظفي الشركة بقليل تلقوا اللقاح ضد كورونا.

هناك استثناءات بين الشركات

من جانبه، قال بيتر كابيلي، أستاذ في الشؤون الإدارية في كلية وارتون، إن الشركات كانت "تنتظر لترى عدد الموظفين الذين سيقدمون على ذلك من تلقاء أنفسهم"، قبل اللجوء إلى فرض الأمر عليهم.

أضاف أن "عدداً كبيراً من الأشخاص اعتقدوا أنه من المشروع الاعتراض على تلقي لقاح كورونا، ما جعل أصحاب العمل قلقين من احتمال تعرضهم لضغط سياسي جراء فرضهم ذلك".

جعلت سلسلة "وولمارت" للبيع بالتجزئة، وهي أكبر مجموعة خاصة تؤمن وظائف في البلاد، اللقاحات إلزامية لموظفي مكتبها الرئيسي، لكن ليس للعاملين في محلات السوبر ماركت والمستودعات.

قال كابيلي إن هذه المتاجر تقع عادة في المناطق الريفية، حيث تكون المشاعر المناهضة للقاحات عالية.

لأن العديد من الشركات تكافح من أجل العثور على موظفين، خصوصاً في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، قد لا ترغب في المخاطرة بإبعاد مرشحين محتملين.

أوضح مايكل أوربان من جامعة نيو هيفن لوكالة الأنباء الفرنسية "كنا نأمل أن نكون قد خرجنا من هذه الفوضى، لكننا لم نفعل ذلك لأن الكثير من الناس لا يثقون في النظام".

تحميل المزيد