كشفت شبكة CNN الأمريكية الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية قد حصلت على قاعدة بيانات ضخمة من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات بالصين، والذي تحمِّله إحدى الفرضيات مسؤولية تفشي وباء كورونا، في خطوة قالت إنها تسعى من خلالها لكشف لغز أصول الفيروس المستجد.
وفيما لم تكشف المصادر المطلعة على الأمر للشبكة الأمريكية كيف أو متى تمكنت وكالات الاستخبارات الأمريكية من الوصول إلى المعلومات، لكنها أشارت إلى أن الأجهزة المشاركة في إنشاء ومعالجة هذا النوع من البيانات الجينية للفيروسات ترتبط عادة بخوادم خارجية قائمة على السحابة؛ مما يجعل إمكانية اختراقها متاحة.
ووفقاً للشبكة، فإن قاعدة البيانات الضخمة التي يملكها مجتمع الاستخبارات الأمريكية مستمدة من عينات الفيروس التي تمت دراستها في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات بالصين.
حيث تبحث وكالات الاستخبارات الأمريكية خلال هذه الأيام في كم هائل من البيانات الجينية التي من شأنها أن تكون طريقاً لكشف لغز أصول فيروس كورونا المستجد حال تحليلها وفك شفرتها.
ومع ذلك، تملك وكالات الاستخبارات الأمريكية تحديات تتعلق بالقوى العاملة لفك شفرة تلك البيانات، خاصة أن تفسير المعلومات يحتاج للعنصر البشري المتخصص والمصرح له بالعمل، على اعتبار أنها مكتوبة بلغة الماندرين وبمفردات تخصصية.
معلومات سعت الصين لإخفائها
ولطالما سعى المحققون داخل وخارج الحكومة الأمريكية للحصول على بيانات وراثية من 22000 عينة فيروسية كانت قيد الدراسة في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
بحسب الشبكة، فقد تمت إزالة هذه البيانات من الإنترنت من قبل المسؤولين الصينيين خلال شهر سبتمبر/أيلول 2019، ومنذ ذلك الحين رفضت الصين تسليم هذه البيانات وغيرها من البيانات الأولية حول حالات الإصابة المبكرة بفيروس كورونا إلى منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة.
تقول مصادر مطلعة على هذا الجهد إن ملء هذا الرابط الجيني المفقود لن يكون كافياً لإثبات ما إذا كان الفيروس قد نشأ في مختبر ووهان أو ظهر بشكل طبيعي. وسيظل المسؤولون بحاجة إلى تجميع أدلة سياقية أخرى لتحديد الأصول الحقيقية للوباء.
وفي يونيو/حزيران الماضي، وجد عالم فيروسات أمريكي أن 13 تسلسلاً جينياً لمصابين بكوفيد-19 خلال الأيام الأولى للوباء بووهان الصينية، حذفت من قاعدة بيانات في الإنترنت بشكل غامض.
وقال العالم المتخصص في التطور الفيروسي في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، جيسي بلوم، إنه تمكن من استعادة نسخ من البيانات المحذوفة، متهماً الصين بمحاولة إخفاء التسلسلات الجينية، في إشارة إلى احتمالية حذف السلطات الصينية لهذه البيانات بسبب مخاوف من كشف أصول الوباء.
فرضية "التسرب"
ولا يزال العديد من العلماء يعتقدون أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن فيروس كورونا قد انتقل من الحيوانات إلى البشر بشكل طبيعي. ولكن على الرغم من اختبار آلاف الحيوانات، عجز الباحثون عن تحديد الناقل الوسيط الذي نقل الفيروس إلى الإنسان.
كما لا يزال بعض الباحثين ومسؤولي المخابرات والمشرعين الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي يعتقدون أن علماء معهد ووهان لعلم الفيروسات ربما قاموا بتعديل فيروس وراثياً داخل المختبر، وأن تسريباً حدث أدى إلى انتشار الفيروس.
في المقابل، يقول مسؤولو المخابرات إنه لا يزال الحديث سابقاً لأوانه.
لكن المدير السابق للاستخبارات الوطنية، جون راتكليف، قال إن مجتمع الاستخبارات الأمريكية لديه بالفعل مجموعة كافية حول موضوع أصول فيروس كورونا.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادرها تأكيداً على أن هذه الفرضية محتملة جداً، حيث من المعقول أن تكون العدوى الأولية حدثت بشكل طبيعي خارج المختبر، ربما أثناء قيام أحد العلماء بجمع عينة من حيوان بري، قبل أن ينشر هذا العالم الفيروس دون علمه عندما عاد إلى المختبر مع العينات التي جمعها.
وفي مايو/أيار الماضي، انتقد 18 عالماً متخصصاً تقرير منظمة الصحة العالمية الخاص بأصول الوباء كونه فشل في إعطاء "اعتبار متوازن" لنظرية تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهي النظرية التي استبعدها الفريق الدولي المكلف ببحث منشأة الوباء.
وكان الفريق المكون من علماء من منظمة الصحة العالمية ونظرائهم الصينيين زاروا ووهان في يناير/كانون الثاني الماضي لبحث أصول الوباء الذي أدى لفوضى عارمة في العالم.
وخلص الفريق لاحقاً إلى أن فيروس كورونا المستجد انتقل للإنسان عبر حيوان وسيط.