تعرضت الحكومة البريطانية لاتهامات بخذلان الموظفين الأفغان الذين خاطروا بحياتهم من أجل مساعدة القوات البريطانية كمترجمين، وباتوا مهددين بالاعتقال والتعذيب أو حتى القتل من قِبل حركة طالبان، التي تعتبرهم "خونة".
صحيفة The Times البريطانية قالت الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، إن حزب العمال البريطاني اتَّهَمَ الحكومة بـ"التقصير الذي لا يُغتَفَر في أداء الواجب الأخلاقي"، حيث وَرَدَ أن حوالي 7 آلاف أفغاني ساعدوا القوات البريطانية.
في حين سُمِحَ لـ2800 منهم فقط بدخول بريطانيا حتى الآن، ويشمل هذا العدد أفراد عائلات الموظفين السابقين في أفغانستان، وبالتالي فإن عدد التصاريح الممنوحة سيكون أقل من ذلك بكثير.
رفضت وزارة الدفاع الإفصاح عن تفاصيل عن الأرقام، وقالت مصادر بالوزارة إن بعض الأفغان البالغ عددهم 7 آلاف قُتِلوا بالفعل أو فروا من البلاد أو أرادوا البقاء.
انتقادات بسبب المترجمين الأفغان
في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني اطَّلَعَت عليها صحيفة The Times البريطانية، قال عضوٌ في وحدة تقييم الحالات في السفارة البريطانية في كابول، إن الفريق "الصغير جداً" كان يتعامل مع "عددٍ هائلٍ" من الطلبات التي تمثِّل حالاتٍ مُعقَّدة.
أدَّى ذلك إلى تعرُّض المترجمين الفوريين لتأخيرات طويلة في طلباتهم، والارتباك بشأن الموعد المُتوقَّع لمغادرة البلاد.
فيما واجهت الحكومة انتقاداتٍ من أكثر من 45 من العسكريين والمسؤولين السابقين لحرمانها المترجمين الفوريين السابقين من الملاذ الآمن إذا فُصِلوا بسبب حوادث تُعتَبَر "خطيرة"، أو وُظِّفوا بشكلٍ غير مباشر، مثل أولئك الذين وظَّفهم المتعاقدون.
كما تعرَّضَت الحكومة لانتقاداتٍ لعدم تخصيصها موارد كافية لوحدة تقييم الحالات. وأشارت الحكومة إلى أنها الدولة الوحيدة التي لديها فريق مُخصَّص لتقييم الطلبات في كابول.
مسؤولية أخلاقية للحكومة البريطانية
أقرَّ الجنرال السير نيك كارتر، قائد القوات المسلَّحة، بأن المملكة المتحدة تتحمَّل "مسؤوليةً أخلاقية" تجاه الأفغان الذين ساعدوا القوات البريطانية، وقال إنه لا يوجد حدٌّ أقصى للأعداد المسموح لها بالدخول.
تغيَّرَت المخطَّطات الحكومية للسماح للمترجمين الفوريين في أفغانستان بدخول المملكة المتحدة مراراً على مدار السنين الماضية، تحت ضغط حملات الناشطين.
قام وزير الدفاع بِن والاس بتغيير القواعد، بحيث يُقبَل المزيد من أفراد عائلات الأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية.
بينما تعهَّد بإجراء "مراجعة شخصية" لجميع حالات هؤلاء المترجمين وغيرهم من الموظفين المحليين.
ذكرت صحيفة The Times أن منظماتٍ إعلامية بريطانية كتبت إلى الحكومة طالبةً ملاذاً عاجلاً للأفغان الذين عملوا مع الصحفيين البريطانيين أثناء الحرب، والذين تهدِّد عودة طالبان حياتهم.
أُرسِلَت الرسالة، التي وقَّعتها كلُّ الصحف الكبرى، وكذلك شبكة التلفزيون المستقل ITN، وشبكة Sky News، إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينيك راب. وقالت إن الأفغان مُعرَّضون لخطر السجن والتعذيب والقتل، مع مغادرة آخر القوات البريطانية وقوات الناتو.
طالبان تبحث عن "الخونة"
تقدَّم العشرات من المترجمين الفوريين وغيرهم من الأفغان ليقولوا إنهم قد هُجِروا ليواجهوا انتقام طالبان، التي تنتقل من بابٍ إلى باب بحثاً عن "الخونة".
قال ستيفن مورغان، وزير القوات المسلَّحة في حكومة الظل، إن الحكومة تخذل الموظفين الأفغان الذين خاطروا بحياتهم.
كما قال أوليفر برادبري، النقيب السابق في الجيش البريطاني، إن الجنود الذين خدموا في البلاد شعروا بـ"إحساس التخلي والذنب"، وأضاف: "استثمرنا بشكلٍ كبيرٍ في أفغانستان، ودفع البعض منَّا دماءهم، وللأسف فَقَدَ البعض الآخر حياته، تلك الروابط التي كانت تجمعنا بالمترجمين الفوريين كانت وثيقةً بشكلٍ خاص".