قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 4 أغسطس/آب، إن الجيش الأفغاني حثَّ المدنيين في مدينة لشكرجاه، عاصمة ولاية هلمند التي تحاصرها حركة طالبان، على مغادرتها في أقرب وقت، فيما يقاتل الجيش لمنع مقاتلي الحركة من السيطرة على المدينة التي كانت في وقتٍ ما مقراً لقوات الجيش البريطاني في أفغانستان.
الجنرال سامي سادات، قائد القوات الأفغانية في هلمند، دعا سكان لشكرجاه البالغ عددهم 200 ألف نسمة إلى الخروج من المدينة، وسط تصاعدٍ للعنف وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين.
يعلم الجنرال سامي أن هذا الأمر ليس سهلاً على السكان، فخاطبهم قائلاً: "أعلم أنه من الصعوبة بمكان على أي أحد مغادرة منزله، إنه أمر صعب علينا أيضاً، لكن إذا دعت الحاجة إلى النزوح لبضعة أيام، نرجوكم أن تسامحونا. نحن نحارب طالبان في كل مكان".
أهمية مدينة لشكرجاه
كما نشر سادات رسالة الدعوة إلى إخلاء المنازل في وسائل الإعلام، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستصل إلى سكان لشكرجاه. في المقابل، سيطرت طالبان على أكثر من 120 محطة إذاعية وتلفزيونية محلية.
في الوقت نفسه، لم توضح رسالة الجنرال المكان الذي يُفترض أن يذهب إليه المدنيون: فكل المناطق الريفية المحيطة واقعة تحت سيطرة طالبان.
من جهة أخرى، يعد هذا أول أمر بإخلاء مدينة أفغانية منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو الشهر الماضي، وهو الانسحاب الذي مهَّد الطريق أمام طالبان لشن هجماتها والسيطرة على أجزاء عديدة في جميع أنحاء البلاد.
وفي حال سقوط لشكرجاه، ستكون أول عاصمة إقليمية تسقط، ومن ثم قد تشكِّل ضربة استراتيجية ونفسية للقوات الأفغانية المتعثرة بالفعل.
ولطالما كانت هلمند معقلاً لحركة طالبان، حيث كان المقاتلون يستخدمونها للتنقل من وإلى باكستان التي تقع على حدودها.
في الوقت الذي تشير فيه الأخبار الواردة من الإقليم إلى لجوء السكان إلى الاحتشاد في منازلهم، قالت الحكومة الأفغانية إنها أرسلت نخبة من قوات الكوماندوز الخاصة، لكن مواطناً يُدعى طاهر آغا، ويبلغ من العمر 34 عاماً، قال إنه لم يرَ أي علامة على الدعم الحكومي، وأضاف: "كل العمليات القتالية تقودها قوات الشرطة في المدينة، والحكومة تكذب، فهي لم تنشر أي تعزيزات إضافية".
ملاحقة عملاء أمريكا في أفغانستان
يأتي ذلك فيما تتصاعد مخاوف المتعاونين الذين عملوا في السابق مع القوات البريطانية والأمريكية وخشيتهم من الانتقام. ففي ولاية قندهار، تنقَّل مقاتلو طالبان من منزل إلى منزل بحثاً عن أفراد محددين بأسمائهم ممن تعاونوا مع الحكومة التي تعتبرها الحركة عميلةً للاحتلال في كابول.
وفي مدينة هِرات، إحدى أكبر المدن الأفغانية، وتقع بالقرب من الحدود الإيرانية، ساعد مقاتلو الميليشيات التي حشدها أمير الحرب المخضرم المعادي لحركة طالبان، إسماعيل خان، القوات الحكومية في التصدي لهجوم طالبان بعد ستة أيام من القتال العنيف.
من جانبه قال إسماعيل خان متحدثاً من الجبهة الأمامية جنوب هرات لصحيفة The Times: إنه واثق بأن المدينة "لن تسقط أبداً" في أيدي طالبان.
وأضاف خان: "نحن هنا لدعم القوات الأفغانية. ولديّ أكثر من 3000 رجل يقاتلون طالبان".
أما في كابول، فقد انفجرت سيارة مفخخة خارج منزل وزير الدفاع الذي لم يكن بمنزله في ذلك الوقت. وهذا أول هجوم بالقنابل تشهده العاصمة منذ عدة أسابيع.