في تطور لافت، ظهرت مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، شيرين أبو عاقلة، السبت 31 يوليو/تموز 2021، في بث مباشر من داخل العاصمة المصرية القاهرة، وذلك خلال تغطيتها للزيارة التي يجريها وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، لمصر، في ظل أحاديث متواترة عن وساطة ستقوم بها الجزائر بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، بشأن أزمة "سد النهضة".
هذا الظهور المباشر الأول منذ نحو 8 سنوات أثار ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وشهد احتفاءً لا سيما من مذيعين وعاملين بالقناة.
فيما شارك حساب "الجزيرة مصر" مقطع الفيديو مرفقاً بتعليق: "وزير الخارجية الجزائري يزور مصر بعد السودان؛ في محاولة لتقريب وجهات النظر بين أطراف أزمة سد النهضة.. مراسلة الجزيرة في القاهرة، شيرين أبو عاقلة، تنقل لنا تفاصيل الزيارة وانعكاساتها على الأزمة".
كما نشرت أبو عاقلة تغريدة مقتضبة على حسابها بموقع "تويتر"، قائلة: "شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – القاهرة".
في حين اعتبر مغردون أن تلك الخطوة أحد مؤشرات التقارب في العلاقات بين القاهرة والدوحة، والتي تحسنت كثيراً بالفعل خلال الفترة الماضية.
كما ذكّر آخرون بما وصفوه بحالة الشيطنة التي تعرضت لها قناة الجزيرة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي.
من جهته، علق الإعلامي القطري عبدالله الوذين، قائلاً في تغريدة على "تويتر": "أهم مطلب لرباعي حصار قطر في يونيو/حزيران 2017، كان إغلاق قناة الجزيرة، والآن في يوليو/تموز 2021 الجزيرة تبث من قلب القاهرة".
بدوره، قال الإعلامي محمد كريشان، عبر حسابه على توتير: "ها هي الجزيرة تعود إلى مصر مع إطلالة شيرين أبو عاقلة من القاهرة".
بينما لم تقدم قناة الجزيرة بياناً بشأن تفاصيل هذا الظهور الأول، وهل سيكون ذلك مقدمة لفتح مكتب كسابقه أم لا.
بيان العُلا
جدير بالذكر أن العلاقات المصرية القطرية شهدت خطوات إيجابية في طريق عودتها، وذلك بعد توقيع "بيان العلا" في يناير/كانون الثاني الماضي بالسعودية، وأسدل الستار على أزمة بين قطر من ناحية، ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية آخري امتدت أكثر من 3 سنوات.
منذ إعلان المصالحة، أشادت القاهرة والدوحة، في أكثر من مناسبة، بتطور العلاقات بينهما.
أما في مارس/ آذار الماضي، زار وزير خارجية قطر القاهرة، للمرة الأولى منذ منتصف 2017، وفي يونيو/ حزيران الماضي، زار نظيره المصري سامح شكري الدوحة، في أول زيارة من نوعها لهذا البلد الخليجي منذ 8 سنوات.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استقبل وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في 25 مايو/أيار الماضي؛ حيث سلمه الأخير رسالة من أمير قطر تضمنت دعوة لزيارة الدوحة، وفق بيان للرئاسة المصرية آنذاك.
كانت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً إياه "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
يشار إلى أنه منذ 27 أبريل/نيسان الماضي، شارك مسؤولون مصريون حاليون وسابقون في مداخلات هاتفية مع قناة "الجزيرة" القطرية، في إشارة إلى بدء "تطبيع إعلامي" يلاحق ركب نظيره السياسي.
يأتي ذلك بعدما حظرت السلطات المصرية قناة "الجزيرة"، عقب الانقلاب الذي وقع في صيف عام 2013، واتهمتها آنذاك بـ"التحريض على الكراهية وتشكيل خطر على الأمن القومي"، أعقب ذلك حملة هجوم واسعة شنتها وسائل إعلام مصرية ضد قطر وقناتها الأكثر شهرة وشعبية "الجزيرة".
اعتقال صحفيي "الجزيرة"
فيما لا يزال بعض الصحفيين المصريين معتقلين على خلفية عملهم أو تعاونهم مع قناة الجزيرة.
كانت قوات الأمن المصرية قد ألقت القبض، في ديسمبر/كانون الأول 2013، على صحفيين يعملون بقناة "الجزيرة"، في قضية عُرفت إعلامياً بـ"خلية الماريوت"، بتهمة "نشر أخبار كاذبة عن مصر، وبث مواد تضر بالبلاد".
حينها قضى 3 صحفيين، بينهم الأسترالي بيتر غريست، نحو عامين في السجن قبل إطلاق سراح ثلاثتهم في عام 2015، فيما استمر الصحفي محمود حسين قيد الحبس 4 سنوات حتى أطلق سراحه في فبراير/شباط الماضي. من بين هؤلاء الصحفيين، هشام عبدالعزيز، الذي يعمل بقناة الجزيرة مباشر، حيث كان قد اعتُقل عام 2019 لدى عودته لقضاء إجازة سنوية اعتيادية في مصر.