قالت أرملة رئيس هايتي الراحل، جوفينيل موريس، إنها حبست ابنيها في حمام بلا نوافذ، كما اضطرت إلى التظاهر بالموت للنجاة من حادثة اغتيال طالت زوجها في منزله مطلع الشهر الجاري.
وفي حديث لصحيفة "The New York Times" الأمريكية، كشفت مارتين موريس، السبت 31 يوليو/تموز 2021، لأول مرة تفاصيل مرعبة عن حادثة اغتيال الرئيس، حين نجت من موت محقق، إلا أنها شاهدت مقتل زوجها أمام عينيها.
كان الرئيس الهايتي، بحسب التحقيقات، قد لقي مصرعه في 7 يوليو/تموز الجاري، عقب اقتحام مجموعة مسلحة بيته الساعة الواحدة فجراً بالتوقيت المحلي، وقد جرى اعتقال عشرات المتهمين، من بينهم 18 جندياً سابقاً من كولومبيا وشخصان يحملان الجنسية الأمريكية.
تفاصيل مروعة
قالت مارتين موريس إنها كانت نائمة مع زوجها في غرفتهما عندما سمعا صوت إطلاق نار كثيف، وهو ما دفعها سريعاً للهرع إلى غرفة طفليها لتخبئهما داخل حمام ليس فيه أي نوافذ وتغلق عليهما الباب حتى لا يعثر عليهما أحد، مع كلبهما.
من جانبه، سارع زوجها إلى إجراء اتصالات من هاتفه مع كبار المسؤولين عن الأمن الرئاسي، مشيرة إلى أنهما "أخبراه أنهما قادمان على الفور"، لكن القتلة استطاعوا الدخول إلى المنزل بسرعة من عدة منافذ.
رئيس هايتي أمر زوجته بالاستلقاء أرضاً حتى لا تتعرض إلى أي أذى، قائلة: "لقد كانت تلك آخر كلماته".
تتابع مارتين: "لقد أصبت بيدي وأسفل ذراعي اليمنى قبل أن أستلقي أرضاً، والدماء تملأ فمي وأكاد أختنق بها"، قائلة إن آخر شيء رأته هو أحذية القتلة قبل أن تغلق عينيها وتتظاهر بالموت.
وأشارت مارتين إلى أن مجموعة الرجال الذين دخلوا غرفتها كانوا يتحدثون باللغة الإسبانية فقط، وقد بعثروا محتويات الغرفة وهم يبحثون عن شيء ما قائلين: "ليس هذا.. وليس هذا"، قبل أن يجدوا بغيتهم على ما يبدو حين قال أحدهم "نعم هذا ما نريده".
وقبل أن يخرجوا من الغرفة، اقترب أحدهم من زوجة الرئيس، ليتأكد من أنها ماتت وفارقت الحياة، حسبما قالت.
تقول مارتين والتي أصيب ذراعها بالشلل، إنها تود معرفة ماذا حدث لطاقم يتراوح عددهم بين 30 إلى 50 شخصاً كان من المفترض حراستهم للمنزل، خاصة أنها سمعت أن أحداً من الحرس الرئاسي لم يقتل أو يصَب بجروح.
ورجحت مويس أن يكون بعض الأثرياء وراء اغتيال زوجها، مشيرة إلى أن رجل الأعمال ريجنالد بولس، والذي كان يسعى للترشح للانتخابات الرئاسية "لديه ما يكسبه جراء عملية الاغتيال"، على حد قولها.
ملاحقات واعتقالات
كانت السلطات في هايتي قد كشفت أن وحدة الكوماندوز المدججة بالسلاح التي اغتالت رئيس البلاد جوفينيل مويس تضم 26 من كولومبيا وأمريكيين اثنين من أصل هايتي، فيما أشار مسؤول سابق إلى أن الرئيس تلقى 16 رصاصة.
وقُتل مويس البالغ من العمر 53 عاماً رمياً بالرصاص في منزله في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي على يد من وصفهم المسؤولون بأنهم مجموعة من القتلة الأجانب المدربين؛ مما أدى إلى تعميق حالة الفوضى في الدولة الأشد فقراً بالأمريكتين والغارقة في الانقسامات السياسية والجوع وعنف العصابات.
وتعقَّبت السلطات القتلة المشتبه بهم إلى منزل قرب موقع الجريمة في ضاحية بشمال العاصمة بورت أو برنس. ودارت معركة بالأسلحة النارية واستمرت حتى الليل، واعتقلت السلطات عدداً من المشتبه بهم الخميس.
وعرض قائد الشرطة تشارلز ليون 17 رجلاً في مؤتمر صحفي وعدداً من جوازات السفر الكولومبية والبنادق والأسلحة البيضاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي.
وقال تشارلز: "جاء أجانب إلى بلدنا لقتل الرئيس". وأضاف: "كانوا 26 كولومبياً، تم التعرف عليهم من خلال جوازات سفرهم، وأمريكيين اثنين من أصل هايتي".
وأضاف أنه تم القبض على 15 كولومبياً والأمريكيين، بينما قُتل ثلاثة مهاجمين ولا يزال ثمانية هاربين.
من جانبه، قال وزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو، في بيان، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الكولومبيين المتورطين في الهجوم أفراد متقاعدون من الجيش. وأضاف أن بلاده ستتعاون في التحقيق.