فرَّقت قوات الأمن التونسية، مساء الأحد 25 يوليو/تموز 2021، المئات من المتظاهرين الذين كانوا يتوجهون صوب مقر حزب النهضة في العاصمة التونسية تونس، باستعمال الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
حسب ما نقلته شبكة "الجزيرة"، فقد عمد المئات من الشبان إلى التوجه إلى مقر حزب "النهضة" في العاصمة التونسية، مرددين عبارات مناصرة للرئيس قيس سعيد، وقراره الأخير بإقالة رئيس الوزراء وتجميد عمل مجلس النواب، ومناوئة لحزب النهضة.
وتظهر الصور المباشرة المناوشات بين متظاهرين ملثمين وقوات الأمن، قبل أن تعمد هذه الأخيرة إلى تفريقهم بواسطة العشرات من القنابل المسيلة للدموع.
قرار قيس سعيد
في وقت سابق من مساء الأحد، أعلن الرئيس التونسي، عن توليه السلطة التنفيذية، بمساعدة رئيس حكومة يقوم بتعيينه، بالإضافة إلى تجميد اختصاصات البرلمان.
فخلال اجتماع مع قيادات عسكرية، قال سعيد إنه قرر إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، من مهامه، بحسب صفحة الرئاسة التونسية على "فيسبوك".
كما أضاف أنه قرر أيضاً رفع الحصانة عن كل أعضاء مجلس نواب الشعب (البرلمان)، وأن يتولى النيابة العمومية بنفسه.
انقلاب على الثورة والدستور
في الجهة المقابلة، اتهم راشد الغنوشي، زعيم حركة "النهضة" في تونس، ورئيس البرلمان التونسي، الرئيس قيس سعيد بالانقلاب على الثورة والدستور، بعدما جمد الرئيس عمل البرلمان وأقال الحكومة.
في تصريح لقناة الجزيرة، قال الغنوشي إنه "مستاء من هذه القرارات" معتبراً أنها "انقلاب على الدستور".
المتحدث نفسه وصف تأويل الرئيس التونسي بـ"الخاطئ، ويعتمد على بعض فصول الدستور التي تخوِّل للرئيس اتخاذ إجراءات استثنائية وحالة الطوارئ".
كما أردف: "سنواصل عملنا، حسب نص الدستور، بما أن البلاد في حالة الطوارئ، فإن الحكومة قائمة ومجلس النواب لا يزال قائماً".
دعوة للشعب
بخصوص رد الشعب التونسي، قال الغنوشي: "نحن نعتقد أنه لا يصح إلا الصحيح، الشعب التونسي قام بثورة وليس انقلاباً، لذلك ندعو إلى التراجع عن هذه القرارات الخاطئة، وأنا متأكد أن الديمقراطية ستعود إلى تونس، والشعب سيدافع عن ثورته".
وذهب إلى أنه "هناك استغلال للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها الشعب التونسي، ولكنه سيدرك قريباً أن هذه الإجراءات مضادة للثورة وتعيده إلى عهد الظلمات والاستبداد والصوت الواحد".
قبل أن يوجِّه نداء للشعب التونسي "بأن يقف مع دستوره وأن يناضل نضالاً سلمياً لاستعادة الديمقراطية".
الغنوشي، وفي ختام تصريحه للقناة اتهم الرئيس بـ"استغلال التظاهرات التي شهدتها البلاد، وتم اعتمادها سنداً لتبرير هذا الانقلاب".