واجهت فرق الإنقاذ في الهند صعوبات أثناء الخوض في الوحل والركام، السبت 24 يوليو/تموز 2021، للوصول إلى عشرات المنازل التي غمرتها المياه، مع ارتفاع عدد قتلى الانهيارات الأرضية والحوادث الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في البلاد إلى 125 قتيلاً، بحسب وكالة رويترز.
مسؤول كبير بحكومة ولاية مهاراشترا، قال إن عدد القتلى ارتفع إلى 42 قتيلاً في قرية تالي، التي تبعد حوالي 180 كيلومتراً جنوب شرقي مومباي العاصمة المالية للهند، وذلك مع انتشال أربع جثث أخرى بعد أن سوت انهيارات أرضية معظم المنازل في القرية بالأرض.
أشارت الحكومة إلى أن 59 شخصاً على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين، بعد وقوع عدة حوادث مرتبطة بالأمطار الموسمية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته، قال المتحدث باسم حكومة ماهاراشترا انيرودا اشتابوتري، إن شخصين آخرين لقيا حتفهما في انزلاقات تربة في منطقة ساتارا، وفُقد نحو 15.
استدعت الأمطار الغزيرة مشاركة وحدات من سلاحي البحرية والجو في جهود الإنقاذ، بعدما تسببت الأمطار في فيضانات عزلت آلاف المواطنين، إلا أن عمليات الإنقاذ تُعرقل بسبب انزلاقات التربة التي قطعت الطرق، ومن بينها الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بومباي بغوا.
كان مستوى المياه قد وصل إلى 3,5 متر في مناطق بمدينة تشيبلون، التي تبعد 250 كيلومتراً عن بومباي، بعد 24 ساعة من هطول الأمطار بدون توقف، ما تسبب في فيضان نهر فاشيشتي وغرق طرق ومنازل.
بدوره، قال رئيس وزراء ولاية مهارشترا أوداف ثاكيراي، إن فرق الطوارئ تجد صعوبة للوصول إلى أحياء معزولة في تشيبلون بسبب حالة الطرق وتضرر الجسور جراء الفيضانات.
في حين أصدرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية تحذيرات للعديد من المناطق في الولاية، تشير إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة.
تكثر الفيضانات وانزلاقات التربة خلال موسم الأمطار في الهند، الذي يمتد من يونيو/حزيران حتى سبتمبر/أيلول، وتتسبب أيضاً في انهيار مبان وجدران لا تلتزم معايير البناء.
كان أربعة أشخاص قد قتلوا قبل فجر الجمعة في انهيار مبنى في حي فقير في بومباي، بعد أقل من أسبوع على مقتل ما لا يقل عن 34 شخصاً بعدما سحقت منازل عدة بانهيار جدار وانزلاق للتربة في بومباي.
تسببت مياه الأمطار أيضاً بإغراق مجمع لتنقية المياه، ما أدى إلى تعطيل الإمدادات "في غالبية أنحاء بومباي"، وهي مدينة مترامية يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، كما قالت السلطات المحلية.
يُشار إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى جعل الرياح الموسمية في الهند أكثر شدة، وفقاً لتقرير صادر عن معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ، نشر في أبريل/نيسان، وحذّر التقرير من عواقب وخيمة محتملة على الغذاء والزراعة والاقتصاد ستؤثر على نحو خُمس سكان العالم.
يُذكر أن عدة مناطق على مستوى العالم تعرضت لأحوال طقس قاسية في الأسابيع القليلة الماضية، حيث اجتاحت الفيضانات الصين وغرب أوروبا، وهبت موجات حارة على أمريكا الشمالية، ما زاد من المخاوف حيال تأثير تغير المناخ.