أزمة المياه تفجّر المظاهرات في إيران.. الأمم المتحدة تندد بقمع المحتجين وطهران ترفض انتقادات المنظمة

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/24 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/24 الساعة 19:23 بتوقيت غرينتش
مظاهرات سابقة في إيران/ رويترز

رفضت إيران، السبت 24 يوليو/تموز 2021، انتقادات مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لإطلاق النار على محتجين خلال مظاهرات بسبب نقص المياه، واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية.

إذ امتدت المسيرات المؤيدة للاحتجاجات في إقليم خوزستان بجنوب غربي البلاد، يوم السبت، إلى شمال غربي البلاد، بحسب مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

قلق أممي إزاء الوفيات 

حيث عبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، يوم الجمعة، عن قلقها إزاء الوفيات والإصابات وعمليات الاحتجاز واسعة النطاق خلال الأيام السبعة الماضية في خوزستان الغنية بالنفط.

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية، إن تعليقات باشليت "المتدخلة" و"غير الخبيرة والمتحيّزة بشأن إدارة موارد المياه بالبلاد لا تدخل في نطاق مسؤوليات المفوضة".

علاوة على الجفاف، قال خطيب زادة إن العقوبات الأمريكية "حالت دون نقل التكنولوجيا والاستثمار في قطاع المياه في خوزستان".

في حين خرج الإيرانيون إلى الشوارع منذ أكثر من أسبوع؛ للتعبير عن غضبهم من النقص الذي حدث خلال أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ نصف قرن، فيما يئنّ الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الأمريكية وجائحة كوفيد-19.

لقطات للمتظاهرين 

في المقابل أظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت، مجموعات من المتظاهرين وهم يهتفون بشعارات في مدينة تبريز بشمال غربي البلاد دعماً لمتظاهري خوزستان. ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق من اللقطات.

يأتي انتقاد الأمم المتحدة لقمع  تظاهرات إيران، في الوقت الذي قال فيه الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، يوم الجمعة، إنه لا يمكن توجيه اللوم للإيرانيين الذين يحتجون على نقص المياه، ودعا المسؤولين إلى معالجة هذه المشكلة.

فيما قال مسؤول بالشرطة إن احتجاجات على نقص المياه امتدت من إقليم خوزستان جنوب غربي البلاد، وهو إقليم غني بالنفط، إلى منطقة مجاورة خلال الليل، حيث قُتل شاب وأصيب سبعة، وألقى باللوم على "مناهضين للثورة".

في حين نسبت محطات تلفزيونية رسمية إلى خامنئي، قوله عن الاحتجاجات: "أبدى الناس استياءهم… لكن لا نستطيع فعلياً أن نلوم الناس وينبغي حل مشكلتهم، لأن مشكلة المياه ليست هيَّنة خاصة بالطقس الحار في خوزستان".

خامنئي أضاف: "الآن بفضل الله، تعمل كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية (لحل أزمة المياه)، وستواصل العمل بكل جد".

يُذكر أن متظاهرين في اليكودرز بإقليم لُرستان نظموا مسيرة للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات في إقليم خوزستان المجاور، في وقت متأخر من مساء الخميس في الليلة الثامنة من الاحتجاجات. وأظهرت لقطات فيديو محتجين وهم يهتفون بشعارات مناهضة لخامنئي.

السماح للمواطنين بالتظاهر

من ناحيتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، إن الولايات المتحدة تحث إيران على "السماح للمواطنين بممارسة حقهم العالمي في حرية التعبير، فضلاً عن حرية الوصول للمعلومات عبر المواقع الإلكترونية".

فيما ألحق أسوأ جفاف تشهده إيران منذ 50 عاماً، أضراراً بالمنازل والحقول والماشية، وأدى إلى انقطاعات في الكهرباء.

يُذكر أن الاقتصاد الإيراني أصيب بالشلل لأسباب، منها العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى جائحة كوفيد-19. ويحتج عمال، ومن ضمنهم الآلاف في قطاع الطاقة الحيوي، ومتقاعدون، منذ أشهر مع تزايد السخط، بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم.

تحميل المزيد