بدأ حجاج بيت الله الحرام، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، بالتوافد إلى مشعر منى، لتنطلق بذلك مناسك الحج الفعلية التي تقتصر هذا العام على المقيمين في السعودية الملقحين ضد فيروس كورونا، وذلك في ظروف استثنائية فرضتها الجائحة للعام الثاني على التوالي.
مع صباح الأحد وصل الحجاج في يوم التروية إلى مِنى، على بعد نحو خمسة كيلومترات من مكة، حيث قاموا بطواف القدوم أمس السبت، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من المقرر أن يقضي الحجاج يومهم في خيام معقمة في المكان، وأن يبيتوا فيها قبل التوجه إلى جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم.
يشارك في حج 2021 نحو 60 ألف مقيم، وهو عدد قليل للغاية مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم في عام 2019، ويقتصر الحج هذا العام على المقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً والذين تلقوا جرعتي لقاح، ومن غير ذوي الأمراض المزمنة.
اختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني، بينما يشعر ملايين المسلمين في العالم الراغبين بأداء فريضة الحج، بخيبة أمل من عدم القدرة على المشاركة.
تقول الباكستانية صدف غفور (40 عاماً) التي تسافر مع صديقتها لأداء الحج "أمر مميز أن نؤدي الحج بين عدد محدود جداً من الحجاج"، وأضافت في تصريح للوكالة الفرنسية: "أتمنى أن يجعل الله حجنا سهلاً".
من جانبها، قالت الموظفة المصرية مروة (42 عاماً) إنّ "الحج هذا العام نعمة كبيرة ربنا منحني إياها"، وتابعت الأم لثلاثة أطفال التي حاولت مرات عدة الحج قبل الجائحة: "أشعر بفرحة وسعادة كبيرة".
بدوره، قال الشاب السعودي عبدالعزيز بن محمود (18 عاماً): "أشكر الله أننا حصلنا على الموافقة، رغم أننا لم نتوقع ذلك بسبب تحديد عدد الحجاج".
إجراءات استثنائية
يأتي موسم الحج الحالي، بينما تسعى السلطات السعودية لتكرار نجاح العام الفائت، الذي تميز بتنظيم كبير والتزام تام بالتدابير الوقائية من الجائحة.
وزارة الحج قالت إنّها تتبع "أعلى مستويات من الاحتياطات الصحية" في ضوء جائحة فيروس كورونا، ومتحوراتها الجديدة.
لفتت الوزارة إلى أنها ستوفر 3000 حافلة لنقل الحجاج، وستنقل كل حافلة 20 حاجاً فقط، لحصر العدوى في أقل عدد من الحجاج حال وقعت إصابة بالفيروس.
إضافة إلى ذلك، قُسم الحجاج إلى مجموعات صغيرة، ويُطلب منهم الإبقاء على وضع الكمامات وترك مسافات بين بعضهم، فيما تتواصل أعمال التعقيم داخل المسجد الحرام.
كذلك استحدثت المملكة وسائل تكنولوجية لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى، فنشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة واستخدمت بطاقات ذكية ستسمح بوصول الحجاج دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم في المناطق المقدسة.
يتزامن موسم الحج مع ارتفاع في عدد الإصابات بكورونا في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفيروس، ورغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر.
يُعد الحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، وبؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض، ويمثل تنظيمه في العادة تحدّياً لوجستياً كبيراً، إذ كان يتدفّق ملايين الحجاج من دول عدة على المواقع الدينية المزدحمة.
لذلك غالباً ما كان يعاني الحجاج لدى عودتهم إلى ديارهم بعد نهاية مشاعر الحج من أمراض تنفسية عدّة، بسبب الازدحام الشديد أثناء أداء المناسك وعدم وجود أي قيود للتباعد الجسدي أو وضع كمامات.
يُشار إلى أن السعودية سجلت حتى أمس السبت 17 يوليو/تموز 2021 أكثر من 806 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 8063 وفاة.