نقلت وكالة رويترز عن مصدرين في منظمة أوبك وحلفائها "أوبك بلس"، يوم الأحد، 18 يوليو/تموز 2021، أنه تم الاتفاق على زيادة إنتاج البترول اعتباراً من أغسطس/آب 2021.
إذ تم الاتفاق كذلك على تمديد اتفاق إدارة خط الأساس حتى نهاية 2022، في اجتماع وزراء الدولة المشتركة في المنظمة الأحد.
كما تم الاتفاق على زيادة حصة الإمارات إلى 3.5 مليون برميل يومياً، والاتفاق على زيادة خط الأساس لكل من العراق والكويت بمقدار 150 ألف برميل يومياً لكل منهما.
تعديل خط إنتاج السعودية وروسيا
كما جرى تعديل خط الإنتاج السعودي والروسي برفعه إلى 11.5 مليون برميل في اليوم ابتداء من مايو/أيار 2022 بدلاً من 11 مليون برميل.
يُذكر أنه في الأيام الماضية تصاعد خلاف علني نادر بين السعودية وحليفتها الإمارات بشأن تصدير النفط بعد تصريحات وزيري الطاقة في البلدين والمتعلقة باتفاقية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
في حين تخلت "أوبك بلس" عن خططها بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر اعتباراً من أغسطس/آب وحتى ديسمبر/كانون الأول، بسبب رفض الإمارات لهذه الخطة معتبرة أنها "غير عادلة".
في السياق ذاته، وفي الوقت الذي تؤيد فيه السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر 2022، طالبت الإمارات مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان.
خلافات عميقة
كان اجتماع تحالف "أوبك بلس" قد حدث في تموز/يوليو 2021 وانفض دون اتفاق على مواصلة الزيادة التدريجية للإنتاج، في خطوة أخرجت إلى العلن خلافاً بين المملكة العربية السعودية أكبر مصدّر للنفط في العالم، وجارتها الإمارات.
جدير بالذكر أنه منذ أيار/مايو 2021، زاد التحالف الذي يضم 23 دولة منها روسيا، من إنتاجه تدريجياً، بعدما خفّضه إلى بشكل كبير قبل نحو عام في ظل التراجع الحاد في الطلب على النفط جراء تبعات تفشي فيروس كورونا.
كان الاتفاق المطروح في اجتماع مطلع تموز/يوليو، أن يؤدي إلى زيادة حصة كبار المنتجين بـ400 ألف برميل يومياً من آب/أغسطس حتى كانون الأول/ديسمبر، للمساهمة في ملاقاة زيادة الطلب مع انتعاش الاقتصاد العالمي في ظل تراجع تأثير كوفيد-19.
كما سعى أطراف "أوبك بلس" إلى تمديد المهلة الزمنية القصوى لمواصلة زيادة الإنتاج، من نيسان/أبريل 2022 إلى نهاية العام ذاته.
رفض إماراتي للمقترح
لكن الإمارات رفضت هذا الطرح، معتبرة أنه "غير عادل"، في ما عُدّ تحدياً نادراً لحليفتها والقوة الأبرز في "أوبك" السعودية.
من جانبه، كتب هرمان وانغ، المحلل في "إس آند بي غلوبال بلاتس" المتخصصة في شؤون صناعة الطاقة، عبر تويتر: "المؤتمر الصحفي لأوبك بلس مقرر عند الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت فيينا، أي بعد ساعة فقط من موعد بدء الاجتماع، ما يؤشر إلى أن الاتفاق وشيك، ما لم يكن قد تم إنجازه (مسبقاً). عقدت سلسلة من المباحثات السبت في محاولة ردم الهوة" بين مختلف الأطراف.
في حين تعرضت أسعار النفط التي كانت بدأت التراجع في ظل قلق بشأن الاقتصاد العالمي، لانتكاسة كبيرة في نيسان/أبريل 2020 مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، وتأثيره على قطاعات واسعة مثل الاستهلاك والنقل وسلاسل التوريد.
سحب ملايين البراميل
في المقابل، قرر تحالف "أوبك بلس" حينها سحب 9,7 مليون برميل يومياً من النفط المعروض، على أن يعاود زيادة الإنتاج بشكل تدريجي اعتباراً من نيسان/أبريل 2022. وأدت تلك الخطوة حينها إلى ارتفاع أسعار النفط المرجعية في الأسواق.
من ناحية أخرى، يشكل التنافس الاقتصادي لبّ التباين بين أعضاء منظمة أوبك، لا سيما في ظل سعي دول الخليج إلى الاستفادة مالياً قدر الإمكان من احتياطاتها النفطية، مع استعدادها لبدء حقبة تخفيف الاعتماد على هذه المادة وتنويع مواردها الاقتصادية.
إلى ذلك، فقد ألقى الخلاف بين الرياض وأبوظبي الضوء على مسارين متباينين يتبعهما الحليفان الوثيقان في العديد من الملفات مع احتدام التنافس الاقتصادي بينهما في الأعوام الأخيرة، وشكّل خروجاً عن المألوف لجهة حل الخلافات بين دول الخليج ومسؤوليها خلف الأبواب الموصدة. ورأى فيه محللون مؤشراً على زيادة الحد في التنافس الجديد بين الدولتين على وقع التغيير الكبير الذي تشهده السعودية.