بعد مرور عام كامل على واقعة اغتياله، أعلنت السلطات العراقية، الجمعة 16 يوليو/تموز 2021، القبض على قتلة الكاتب والخبير بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي.
حيث قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على حسابه بموقع "تويتر": "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا بالوعد، وقواتنا قبل ذلك قبضت على مئات المجرمين المتورطين بدم الأبرياء".
الكاظمي أضاف: "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق".
بينما لم يكشف الكاظمي تفاصيل أكثر عن هويات المعتقلين أو الجهات التي ينتمون إليها.
"اعترافات القاتل"
إلى ذلك، بثت وسائل الإعلام العراقية "اعترافات" المتهم باغتيال الهاشمي، والذي أقر بجريمته قائلاً إنه تم تعيينه في وزارة الداخلية عام 2007، وعمِل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في جهاز الشرطة.
المتهم يدعى أحمد الكناني من مواليد عام 1985، قال إنه ينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون، موضحاً أن المجموعة التي نفذت الاغتيال قامت بمراقبة سيارة الهاشمي وتعقُّبه حتى وصوله لمنزله في منطقة زيونة، شرقي بغداد.
الكناني تابع: "انتظرنا الهدف في زاوية الشارع الذي يقع به منزله، ولدى وصوله بسيارته نوع (برادو)، أطلقتُ عليه الرصاص من سلاح رشاش (غدارة)، وعندما توقفت بيدي، أجهزت عليه بمسدسي الشخصي"، مشيراً إلى أنه من نفذ عمليه الاغتيال شخصياً بسلاح حكومي نوع مسدس "كلوك"، دون ذكر الأسباب التي دفعته إلى ارتكاب الجريمة.
كان مسلحون مجهولون قد اغتالوا الهاشمي (47 عاماً)، قرب منزله شرقي العاصمة بغداد في 6 يوليو/تموز 2020، وسط استنكار محلي ودولي، دون أن تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن ذلك.
حينها أكد حاتم الجابري، وهو نقيب في شرطة بغداد، أن مجموعة مسلحة استقلت دراجتين ناريتين، وقامت بإطلاق النار على الهاشمي، الذي فارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى ابن النفيس. ولم تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.
جدير بالذكر أن العديد من الجهات الدولية طالبت السلطات العراقية بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال الهاشمي.
"3 وعود حكومية"
رداً على ذلك، أطلق رئيس الوزراء العراقي، عقب واقعة الاغتيال، ثلاثة وعود بملاحقة القتلة، وبعدم السماح بعودة الاغتيالات، وبحصر السلاح في يد الدولة، مضيفاً: "لن تدّخر الأجهزة الأمنية جهداً في ملاحقة المجرمين، كما سنعمل بكل جهودنا على حصر السلاح بيد الدولة، وأن لا قوة تعلو فوق سلطة القانون".
يشار إلى أن الهاشمي خبير مختص بشؤون الجماعات المسلحة، وله مؤلفات عدة، منها "عالم داعش"، و"نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق"، و"تنظيم داعش من الداخل"، بجانب أكثر من 500 مقالة وبحث نُشرت بصحف ومجلات عراقية وعربية وأجنبية.
كما قدَّم الهاشمي نصائح للحكومة بشأن كيفية التعامل مع تنظيم الدولة، إلا أن انتقاده تغوُّل الحشد الشعبي في العملية السياسية والأمنية بالعراق كان سبباً في التحريض المباشر على قتله، وفق كثيرين.
فيما تعدُّ عمليات الاغتيال ظاهرة مألوفة في العراق، منذ سنوات، وغالباً ما يتم توجيه أصابع الاتهام إلى فصائل شيعية مسلحة تستهدف تصفية خصومها والمناوئين لأفكارها، وهو ما تنفيه عادةً هذه الفصائل.