كشفت مجلة "Politico" الأمريكية الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، أن مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل وجه خلال زيارته الشهر الماضي لواشنطن تساؤلاً للإدارة الأمريكية حول محمد سلطان، مستغرباً بقاءه حراً حتى الآن، في الوقت الذي ادعى فيه كامل أن واشنطن وقعت على وثيقة بفرض السجن المؤبد على الناشط المصري الأمريكي.
بحسب الصحيفة، فإن مدير المخابرات المصرية عباس كامل حمل في زيارته الأخيرة 4 ملفات قال إنها تخص "الأمن القومي المصري" لمناقشتها مع كبار المسؤولين الأمريكيين، أحدها كان الناشط محمد سلطان.
وأثناء وجوده في الكونغرس، أصر عباس كامل على أن الولايات المتحدة وعدت في عام 2015 بأنه إذا أطلقت مصر سراح الناشط الأمريكي محمد سلطان، فسوف يقضي بقية عقوبة السجن المؤبد في سجن أمريكي، متسائلاً: "فلماذا سلطان حر ويعيش في فرجينيا؟".
رئيس المخابرات من جانبه سلم نواب الكونغرس وثيقة يبدو أنها اتفاقية موقعة بين مسؤولين مصريين وأمريكيين تنص على مثل هذا الترتيب.
فيما لم يخبر مسؤولو إدارة بايدن صحيفة "بوليتيكو" ما إذا كانت الوثيقة التي قدمها كامل حقيقية، كما رفضت وزارة الخارجية التعليق.
إلا أن شخصاً مطلعاً على القضية، قال إن أحد موظفي الإدارة وقع عليها عندما تم دفعها إليهم في المطار في اللحظة الأخيرة، بينما كان المسؤولون الأمريكيون يحاولون إخراج سلطان من مصر بأي طريقة، فيما قال المصدر المطلع إن هذه الوثيقة ليست واجبة التنفيذ قانوناً.
تزعم الوثيقة المكتوبة بالعربية أنه تم التوقيع عليها من قبل ممثل السفارة الأمريكية وممثل "الإنتربول بالقاهرة". وتنص على إرسال سلطان إلى "وطنه لاستئناف عقوبته تحت إشراف السلطات المختصة".
من جانبه، علق الناشط محمد سلطان على ما نشرته "بوليتيكو"، بالقول إن "النظر إلى مُدافع عن حقوق الإنسان باعتباره تهديداً للأمن القومي كم هذا جنون!".
وأضاف في تغريدة عبر تويتر: "لن أذهب إلى السجن، ولن أخاف من الصمت بسبب البلطجة التي تمارسها الدولة المصرية، لكن أن تكون على قائمة الأهداف العليا لدولة، أمر مخيف للغاية".
اعتقال محمد سلطان
كان سلطان، وهو نجل أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أُوقف في أغسطس/آب 2013 على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ"غرفة عمليات رابعة"؛ حيث عُوقب بالسجن 25 عاماً على خلفية اتهامات ينفيها بـ"المشاركة في اعتصام مسلح".
وعلى خلفية ضغوط أمريكية، أطلقت القاهرة سراح سلطان في 2015، إثر التنازل عن جنسيته المصرية؛ ليغادر إلى الولايات المتحدة.
وفي فبراير/شباط الماضي، اعتقلت الحكومة المصرية اثنين من أبناء عمومة الناشط المصري الأمريكي محمد سلطان بعد أن داهمت منازل 6 من أقاربه.
فيما تقول أمريكا إنها تنظر في تقارير بأن مصر اعتقلت أقارب للناشط المصري-الأمريكي البارز في حقوق الإنسان محمد سلطان، وفق تصريح نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
استهداف أقارب محمد سلطان، الناشط الحقوقي الذي يعيش في فيرجينيا الشمالية، يمثل محاولة أخرى من جانب السلطات المصرية لإسكات أصوات المعارضة التي تعيش في الخارج.
تأتي الاعتقالات التي حدثت الأحد 14 فبراير/شباط بعد 3 أشهر من إطلاق سراح 5 من أقارب سلطان من السجن، وبعد أيام من فوز بايدن بالرئاسة.
تقول التقارير إن أقارب سلطان اقتيدوا قسرياً من منازلهم في يونيو/حزيران 2020، بعد أن تقدم سلطان بدعوى قضائية في أمريكا ضد رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي، لضلوعه في تعذيب سلطان عندما كان مسجوناً في مصر.
يذكر أنه قد سبق أن سلط بايدن الضوء على القضية خلال حملته الرئاسية، وغرد قائلاً إن تعذيب النشطاء المصريين "وتهديد عائلاتهم ليس أمراً مقبولاً". وحذر كذلك من عدم "وجود مزيد من الشيكات على بياض إلى ديكتاتور ترامب المفضل"، وذلك في إشارة إلى السيسي، وفقاً للوصف الذي وصفه به الرئيس السابق دونالد ترامب في موقف سابق.