عبّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، عن تطلعهم إلى بداية جديدة للعلاقات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مستطرداً: "أرى أنها فرصة جيدة لنا لنعيد إطلاق علاقاتنا التي شهدت في الماضي تدهوراً إلى حد كبير".
كان مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي وجّه دعوة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، لحضور اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، المنعقد في بروكسل الإثنين، وهي الأولى من نوعها منذ نحو 10 سنوات، على خلفية توتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي سعى لتهميش دور أوروبا في المنطقة.
في هذا الصدد، لفت المسؤول الأوروبي، عقب لقاء مع لابيد، إلى أنه "من المهم أن تأتي الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى هنا في بروكسل، إنها فرصة لبداية جديدة".
بدوره، وصف وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، زيارة لابيد بأنها "مؤشر جيد"، مشدّداً على أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى لاستئناف اجتماعات مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والرامية إلى تحسين العلاقات بين الطرفين.
تجدر الإشارة إلى أن الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي منح في 13 يونيو/حزيران الماضي، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، ليطوي 12 عاماً متواصلة من حكم نتنياهو.
"حل الدولتين"
في حين زعم وزير الخارجية الإسرائيلي أن حل الدولتين (دولة فلسطينية إلى جانب أخرى إسرائيلية) غير قابل للتطبيق في الوقت الراهن، وذلك فيما يمكن وصفه بالتناقض مع التصريحات الأخيرة للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، التي ادعى فيها اعتزامه استئناف الحوار بين الجانبين، في ظل رغبته في "العمل نحو السلام".
جاء ذلك في كلمة ألقاها لابيد خلال اجتماع رسمي لمجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب بيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية.
إذ قال لابيد متطرقاً إلى عملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية: "قبل 10 أيام افتتحت سفارتنا في أبوظبي. لقد بدأنا نوعاً جديداً من السلام مع العالم العربي"، متابعاً: "أتمنى أن نفتتح خلال بضعة أسابيع، السفارة في المغرب وبعدها بالبحرين والسودان".
في هذا الإطار، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن دولة الإمارات ستقوم بافتتاح سفارتها في تل أبيب بشكل رسمي، يوم الأربعاء المقبل، وذلك ضمن خطوات التطبيع المتسارعة بين الجانبين.
يشار إلى أنه في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وقَّعت الإمارات والبحرين اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في احتفال بالبيت الأبيض، بمشاركة الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب (2017-2021)، وانضمت إليهما أواخر 2020 كل من السودان والمغرب.
فيما مضى لابيد: "التقيت، الأسبوع الماضي، وزير خارجية الأردن (أيمن الصفدي)، واتفقنا على توقيع اتفاقات تجارة ومياه".
كما وصف الوزير الإسرائيلي لقاءه، قبل أيام، وزير الخارجية المصري سامح شكري في بروكسل بـ"الممتاز"، معتبراً أن "شيئاً جيداً يحدث" بين إسرائيل ومن سماهم "المعتدلين في العالم العربي".
توسيع دائرة التطبيع
في حين أشار إلى أنهم يسعون لتوسيع "دائرة السلام" مع دول أخرى، مضيفاً: "نحتاج أن تشمل هذه الدائرة الفلسطينيين في نهاية الأمر".
لكن لابيد قال إنه ورغم دعمه لحل الدولتين، فإن هذا الحل غير قابل للتطبيق حالياً، وقال: "إذا كانت هناك دولة فلسطينية فيجب أن تكون ديمقراطية ومُحبة للسلام. يجب أن ﻻ يُطلب منا أن نبني بأيدينا تهديداً آخر لحياتنا"، على حد قوله.
جدير بالذكر أن عملية السلام بين الجانبين مجمدة منذ أبريل/نيسان 2014، من جرّاء رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود 1967 أساساً للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية، فضلاً عن عدم إتمام الإفراج عن أسرى قدامى.
في حين شهدت الأشهر الأخيرة أحداثاً ومواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، تخللها تصعيد عسكري بقطاع غزة في مايو/أيار الماضي، وأسفرت إجمالاً عن استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.
"مزاعم إسرائيلية"
كان الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، قد أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس، الأحد 11 يوليو/تموز 2021، اعتزامه استئناف الحوار بين الجانبين، لافتاً إلى رغبته في "العمل نحو السلام"، وفق قوله.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه عباس بهرتسوغ، لتهنئة الأخير بمناسبة تنصيبه رئيساً لإسرائيل، الأربعاء، خلفاً لرؤوفين ريفلين.
حيث قال هرتسوغ، في تغريدة عبر "تويتر": "تحدثت الليلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكدت له اعتزامي استئناف الحوار، واستمراره بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما فعل الرؤساء الإسرائيليون السابقون"، على حد قوله.
هرتسوغ أشار إلى أن عباس هاتفه ليهنئه على أدائه اليمين الدستورية رئيساً جديداً لإسرائيل، مؤكداً أنه أبلغ عباس أنه ينوي إجراء حوار مستمر مع السلطة الفلسطينية؛ "على أمل المساعدة في تعزيز العلاقات، والأمل في تحقيق السلام بين شعبين يعيشان في الجوار جنباً إلى جنب".